مقدمة
:
كثير من الباحثين اللغويين يرى أن اللغويين
القدماء لم يهتموا بتسجيل ظاهرة النبر , كما يرى أن اللغة العربية لا تستخدم النبر
كفونيم يميز الطرف المنبور عن غير المنبور , فمجال الظواهر فوق مقطعية للغة العربية ما زال بكراً ؛ إذ ليس
هناك دراسة تفصيلية مستقلة لظاهرة النبر في اللغة العربية .
ولكن
هذا لا ينفي وجود النبر في اللغة ، فهو موجود فيها ، بل لا تكاد تخلو منه أي لغة ، و إنما الفرق
بين اللغات هو استعمالها ملمحاً تميزياً أو ملمحاً غير تميزي , وقد يكون النبر خاص
يميز نطق جماعة عن نطق جماعة أخرى
, بل سوف نجد أن القدماء اللغويين قد تكلموا عن هذه الظاهرة , ربما بكلمات مغايرة
, أو بألفاظ شبيهة , المهم أنهم تناولوا هذه الظاهرة بالدراسة كما سنلاحظ في هذا
المبحث .
أما عن كيفية النبر عند العرب الأقدمين , فلا يوجد دليل مادي يبين كيف كان العرب الأقدمون ينبرون كلماتهم ؛ لأن هذه الظاهرة لم تكن محط اهتمام اللغويين القدماء لتسجيل ظواهرها ، بل ربما لم تلفت نظرهم ؛ لعدم تدخلها في تغيير المعنى , إلا في القليل من الكلمات التي تعد على أصابع اليد ، أو ربما فسر قدماء اللغويين هذه الظاهرة بطرقٍ أخرى .
أما بالنسبة للغة العامية , واللغة المعاصرة الحديثة التي نجدها في وسائل الإعلام بشتى أنواعها ، فهناك محاولات لوضع قواعد نبرية لها ، غير أن هذه القواعد تعتبر تقريبية من ناحية وجزئية من ناحية أخرى ، فهي ليست مثل قواعد النحو أو أحكام الصرف يعد الخروج عليها خطأً لغوياً .
أما عن كيفية النبر عند العرب الأقدمين , فلا يوجد دليل مادي يبين كيف كان العرب الأقدمون ينبرون كلماتهم ؛ لأن هذه الظاهرة لم تكن محط اهتمام اللغويين القدماء لتسجيل ظواهرها ، بل ربما لم تلفت نظرهم ؛ لعدم تدخلها في تغيير المعنى , إلا في القليل من الكلمات التي تعد على أصابع اليد ، أو ربما فسر قدماء اللغويين هذه الظاهرة بطرقٍ أخرى .
أما بالنسبة للغة العامية , واللغة المعاصرة الحديثة التي نجدها في وسائل الإعلام بشتى أنواعها ، فهناك محاولات لوضع قواعد نبرية لها ، غير أن هذه القواعد تعتبر تقريبية من ناحية وجزئية من ناحية أخرى ، فهي ليست مثل قواعد النحو أو أحكام الصرف يعد الخروج عليها خطأً لغوياً .
و في
هذا المبحث أتناول فيه ظاهرة النبر عند العرب , أو في بعض كتب اللغويين قديماً و حديثاً , ثم نعرض الخلاف في تعريف النبر , و
إن كانت التعريفات تدور حول معنى متقارب إلى حد ما , ثم أتطرق إلى مسألة النبر ,
هل تكلم عنها القدماء , أم أنها ظاهرة لم يعرفها إلا المحدثون , ثم أتناول العلاقة
بين النبر و التنغيم , و أختم بظاهرة النبر في القرآن الكريم , مسترشداً في ذلك
بما وقعت عليه من مصادر و مراجع تحدثت عن هذا الموضوع , أو تناولته بالدراسة , مع
عزو الكلام إلى قائله .
و
الله تعالى أسأل أن يهدينا سواء السبيل .
ماهية النبر:
ـ النبر Accent
لعلماء اللغة المحدثين
تعريفات عديدة للنبر ، تتفق جميعها على أنه الضغط على مقطع معين يكسبه الوضوح
السمعي عن المقاطع الأخرى ، وهذه بعض التعريفات:
ـ إعطاء مزيد من الضغط
أو العلو لمقطع من بين مقاطع متتالية.( 1 )
ـ بذل طاقة معينة عند أداء الصوت أو المقطع من طرف أعضاء
النطق. ( 2 )
ـ النبر عبارة عن وضوح
نسبي يتميز به صوت أو مقطع من بقية الأصوات أو المقاطع الأخرى التي تجاوره في
البنية التركيبية، ويسخر المتكلم لتحقيق هذه الحالة جهداً عضلياً أعظم. (3 )
ـ و الكلمات – كما يقول
الدكتور تمام حسان - التي نتكلمها من
أصوات متتابعة ينزلق كل تتابع منها من
سابقة , و ليست هذه الأصوات بنفس القوة , و إنما تتفاوت قوة و ضعفاً بحسب الموقع ,
و كون صوت من الأصوات قي الكلمة أقوى من بقيتها يسمى النبر . ( 4 )
فالضغط الذي يصاحب عملية النّبر، عامل مساعد من بين مجموعة
عوامل أخرى، لكنّه يبقى الأقرب، لأن النّبر في حدّ ذاته يُعرف بدرجة الضّغط على
الصّوت أكثر ممّا يعرف بأي شيء آخر أو لأنّ الضّغط في صورتيه: صورة الضّغط وصورة
النّغمة يتّسع مجال تطبيقه على النّبر أكثر ممّا يتّسع مجال العوامل الأخرى. ( 5 ) و النّبر في الكلمات العربية من وظيفة الميزان الصّرفي
لا من وظيفة المثال ، فنحن إذا تأمّلنا كلمة ( فاعل ) نجد أنّ الفاء أوضح أصواتها
لوقوع النّبر عليها وباعتبار هذه الصّيغة ميزاناً صرفياً نجد أنّ كلّ ما جاء على
مثاله يقع عليه النّبر بنفسه الطّريقة مثل : ( قاتل ، جالس ) . ( 6 ) وهناك نبرٌ آخر يتعلّق بالسّياق "هذا النّبر الذي
في السّياق إنّما يكون من وظيفة المعنى العام، أي أنّه نبر دلالي. ومعنى هذا أنّ
في اللغة العربية نوعين من موقعية النّبر في التّشكيل الصّوتي". ( 7 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 )
ماريو باي ،أسس علم اللغة، ترجمة الدكتور أحمد
مختار عمر، عالم الكتب بالقاهرة الطبعة الثانية 1983 ص93
( 2 )
انظر الدكتور كمال محمد بشر ،علم اللغة العام ، الأصوات، القاهرة 1970 ص210
( 3 ) تمام حسان , مناهج البحث في اللغة , مكتبة الأنجلو المصرية
, 1990 م , ص 186
( 4 ) المصدر السابق , ص 160
( 5 ) المصدر السابق , ص 160
( 6 ) المصدر السابق, ص 160
( 7 ) المصدر السابق , ص 186
ـ ( النبر ) في النطق
إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق ( 8 )
ـ ( النبرة )كل مرتفع من
شيء والورم ووسط النقرة في ظاهر الشفة والهمزة ورفع الصوت حين النطق بالكلمة وقد
يكون بالاعتماد على حرف من حروفها وباختلاف موضع النبر من الكلمة تتميز اللهجات . ( 9 )
هل النبر موجود في اللغة العربية الفصحى ؟
يرى الدّارسون العرب المعاصرون أنّ العرب القدامى لم يهتمّوا
بهذا النّوع من الدّراسة، وأنّ اللّغة العربية غير منبورة ( 10 ) , مع أنّ العربيّ شديد الحرص على بيان مقاصده الكلامية
وأغراضه النّطقية، وهذا لا يتحقّق إلاّ باستخدام هذا الملمح التّمييزي فيضغط على
بعض أجزاء كلامه للبيان، والتّوضيح ، ثمّ إنّ النبر يعرف من فعل المتكلّم لا من
فعل السّامع . ( 11 )
و المتأمل يجد أن مصطلح النبر تردّد في موروثنا
اللّغوي لكن بمعنى الهمز ، أي تحقيق الهمزة في الكلام , قال الزمخشري : النَّبْر :
الهَمْز , ( 12 ) , وكان من العرب من ينبر , و منه ما روي : إن رجلا قال : يا نبئ
الله . فقال : إنَّا معشر قريش لا نَنْبِرُ , وروى : إن رجلا قال : يا نبئ الله .
فقال : لا تَنْبِر باسمى فإنما أنا نبيُّ الله .( 13 )
وسمى منبرا لارتفاعه من
النبر وهو الارتفاع( 14 )
قال الجوهري نبرت الشيء
أنبره نبرا رفعته ومنه سمى المنبر . ( 15 )
ـــــــــــــ
( 8 )
إبراهيم مصطفى و آخرون , المعجم الوسيط , تحقيق مجمع اللغة العربية, دار الدعوة , ج 2 , ص 897
( 9 ) المصدر السابق , ج 2 , ص 897
( 10 )
كهنري فليش في كتابه "العربية الفصحى نحو بناء لغوي جديد"، ترجمة: د/عبد
الصّبور شاهين، منشورات دار المشرق، بيروت، لبنان، د ط ، د ت ، ص 49
( 11 ) الفارابي , أبو نصر محمد بن محمد ين طرخان
, كتاب الموسيقى الكبير،تحقيق و شرح غطاس عبد الملك خشبة , دار الكاتب العربي ,
القاهرة , ص : 1084.
( 12 )
محمود
بن عمر الزمخشري , الفائق في غريب الحديث , تحقيق : علي محمد البجاوي -محمد أبو
الفضل إبراهيم , دار المعرفة , لبنان ,ط 2, ج 3 , ص 401
( 3 1
)
المصدر السابق , ج 3 , ص 401
( 14 ) النووي , أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري , المنهاج
شرح صحيح مسلم بن الحجاج , دار إحياء التراث العربي ,بيروت ,ط2 ، 1392 هـ , ج 6 ,
ص 134
( 15 ) الجوهري
, إسماعيل بن حماد , الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية , تحقيق: أحمد عبد الغفور
عطار , دار العلم للملايين – بيروت , ط4 1407 ه - 1987 م , ج 2 , ص 821
أمّا الفلاسفة المسلمون فقد كان لهم باع في هذا المجال إذ نجد
أنّهم مسّوا هذا المجال مسّاً علميّاً حديثاً في بعض جنباته، وإن لم ترق دراستهم
في هذا الباب تلك الّتي ألفيناها في المقطع , فها هو الفارابي يعرض للنّبرة في
الكلام في أكثر من موضع من كتابه مقيّداً إيّاها بالزّمن، مقرّراً أنّ مدى نغمتها
لا يتجاوز زمن إحداث وتد، يقول في ذلك: "النّبرات نغم قصار، أطول مدّاتها في
مثل زمان النّطق بوتد . ( 16 )
ومن أحاديثه الّتي وظّف فيها النّبرة بمعنى الضّغط، أو إطالة
زمن النّطق بمقطع ما عمد المتكلّم إلى إبرازه أكثر ممّا يجاوره من مقاطع أخرى لغرض
قصدي، قوله: "الحروف المتحرّكة إذا مدّت حركاتها أدنى مدّ أو قرنت حركاتها
بنبرات كانت قريبة من سبب خفيف" ( 17 ) ، أي أنّ مداها الزّمني
الأدنى يعادل زمن إنتاج سبب خفيف.
ومن نصوصه أيضاً التي تقرّب من خلالها أكثر إلى روح معطيات
الدّرس الصّوتي الحديث قوله: متى توالت متحرّكات كثيرة وتناهت إلى متحرّك ووقف
عليه فإنّه ربّما جعل المتحرّك الأخير ممدوداً أو مقروناً بنبرة" ( 18 ) ، فالنّبر يبلغ مداه على حدّ قوله مع الحركة الطّويلة،
وهو ما تقرّه الدراسات العلمية الحديثة.
إلاّ أنّه كثيراً ما كان يبعدنا عن اليقين، ويضعنا أمام
استفسارات حول حقيقة إدراكه لحقيقة النّبر، ولا سيما عندما ربطه
ب"النّغمة"، كقوله: "النّبرات نغم قصار" ( 19 )
وقوله أيضاً: المصوّتات
القصيرة... لا تمتدّ من النّغم ما دامت على قصرها، فإذا ساوقت النّغمة امتدّت حتّى
لا يفرّق بينها وبين الطّويلة"
( 20 ) ، غير أنّ الفارابي قد ربط النّبر القائم على الإشباع
بالنّغمة، ويظهر ذلك في قوله: "إنّ النّغمة الّتي يمتدّ معها أحد هذه
الثّلاثة لهي أنقى في السّمع، ليس ذلك لغيرها" ( 21 )
ــــــــــــــــــ
( 16 ) أبو نصر
محمد الفارابي، كتاب الموسيقى
الكبير، تحقيق
وشرح غطاس عبد الملك
خشبة، مراجعة وتصدير د/محمد
أحمد الحفني، دار الكتاب العربي للطابعة والنشر، القاهرة، د ط، د ت ، ص: 1173 .
( 17 ) المصدر السابق , ص: 1084
( 18 )
المصدر السابق ، ص: 1085
( 19 )
المصدر
السابق ، ص: 1173
( 20 ) المصدر السابق ، ص: 1074 و 1075
( 21 ) المصدر
السابق ، ص: 1120
و لعلّ القصد من
الثلاثة، هي الحركات الطويلة الثلاثة، وهي الأنصع في البيان إذا ما كنت تمثّل
النّواة، أو أعلى قمّة إسماع، تفتقر إليه القصيرة.
كما يوافق النحاة واللغويين في عدّ الهمز المصطلح المرادف
للنّبر، إذ يقولون: "إمّا الهمز والنّبر فيجعل افتتاح كلّ واحدٍ من المصوّتات
الإثني عشر , والأجود أن تجعل افتتاحات الألف والممزوجات الّتي تميل إلى الألف،
وإن جعلت افتتاحاً لحرف الياء، وما مال إليه من الممزوجات، أو المتوسّطات بين
الياء والألف لم يبشّع به مسموع النّغمة، ومتى جعلت افتتاحاً للواو والممزوجات
المائلة إليها أكسبت النّغم بشاعة المسموع" ( 22 )
ويرى الفارابي أنّه إذا أردنا إطالة الصّوت رُمنا المصوّتات
الطّويلة منبورة، وينصّ على ذلك في قوله: " "متى زيدت في القول خفيت
حتّى لا يؤبه بمكانها، أو أن تكون بحيث إذا ظهرت، لم تكن تلك زيادة تغيّر دلالة
القول، وهذه الحروف هي الهمزة والنّبرة" ( 23 )
فالنّبر على هذا حرفٌ لا يقوى على تغيير الدّلالة، كما أنّ
ثمّة فارقاً بسيطاً بينهما، لقوله: "إنّ النّبرة هي أيضاً همزة بوجه عامٌ،
وبينهما فرق يسيرٌ" ( 24 )
لكن ما هو ذلك الفرق؟
هذا ما لم يفصح عنه الفارابي.
ويرى القاضي عبد الجبّار- من المعتزلة - أنّ
"النّبرة رفع الصّوت عن خفضٍ" ( 25 ) وقد ربط النّغم بصفاء المخارج لقوله: "أمّا النّغم
فهي نفس الحروف، ويكون من بعض النّاس أحسن لصفاء مخارجه" ( 26 ) ، وغير بعيد عن المعنى اللغوي، للنّبر نُلفيه يتحدّث عن الضغط،
رابطاً إيّاه بشدّة الصّوت فيقول: "أمّا شدّة الصّوت فقد تكون لتزايد أجزاء
الحروف، ويمكن أن تكون لقوّة الأسباب، والأوّل أقرب عندي"، فشدّة الصّوت،
تنتج عند قوّة الأسباب ( 27 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 22 ) المصدر السابق ، ص: 1120 ، ص: 1117 و 1118.
( 23 ) المصدر السابق ، ص:
1119.
( 24 ) المصدر السابق ، ص: 1117
( 25 ) الزَّبيدي , أبو الفيض محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني
، تاج العروس من جواهر القاموس تحقيق مجموعة من المحققين , دار الهداية ج 14 , ص
164 مادة (نبر).
( 26 ) أبو الحسن عبدالجبار
بن أحمد بن عبدالجبار , المغني
في أبواب
الّتوحيد والعدل، خلق القرآن،
قوم نصه إبراهيم الأبياري، بإشراف د/طه حسين،
وزارة الثقافة والإرشاد القومي، مصر , د ط , د ت , ج : 7 , ص 206
( 27 ) المصدر السابق, ص 206.
وهو الرّاجح عنده
لأسباب، يذكرها في قوله: "إنّ قوّة الأسباب إذا لم توجب زيادة الحروف لم يكن
لها تأثير، بل القول بأنّ الأسباب قويّة لا وجه له، إلاّ أن يرجع به إلى زيادة
أجزائه، وزيادة أجزائه تقتضي زيادة الحروف" ( 28 )
فالنّبر على هذا عند القاضي عبد الجبّار، علوٌّ يلحق صوتاً
ما، فيزيده نصاعة وبياناً دون غيره من الأصوات الأخرى، داخل التركيب الواحد، ويعود
ذلك كلّه إلى شدّة الصّوت التي تدعو إلى الزّيادة في أصواته، وبالتّالي الزّيادة
في أصواته.
أمّا ابن سينا فهو أكثر من بلور المفهوم الاصطلاحي للنّبر،
ولا سيما بعد أن تعرّض للزينة في الكلام، فالكلام عند ابن سينا يتشكّل من الحروف،
وممّا يقترن به من هيئة ونغمة ونبرة ( 29 )
بل إنّ ابن سينا ذهب إلى أبعد من ذلك، أثناء معالجته الخصائص
الفيزيائية للصّوت اللّغوي، إذ تطرّق إلى عناصر تركيب الحدث الكلامي، وهما نفس
المتموّج وحال المتموّج، ويقوم هذا الأخير إلى تنبير المقاطع وتلوين أجراسها
بأنغام خاصّة عن طريق ما سمّاه بالحدّة والثّقل في قوله: "أمّا نفس التموّج
فإنّه يفعل الصّوت، وأمّا حال المتموّج في نفسه من اتّصال أجزائه وتلمّسها،
وتشظّيها وتشذّبها فيفعل الحدّة والثّقل، أمّا الحدّة فيفعلها الأوّلان، وأمّا
الثّقل فيفعله الثّانيان" ( 30 )
بل أكثر ممّا تقدّم كلّه، نجد ابن سينا يشير إلى دور النّبرة
في تحديد الدلالة لقوله: "من أحوال النّغم: النّبرات، وهي هيئات في النّغم
مديّة غير حفيّة، يبتدئ بها تارة، وتخلّل الكلام تارة أخرى، وتعقّب النّهاية تارة
ثالثة، وربّما تكثّر في الكلام، وربّما تقلّل، ويكون فيها إشارات نحو الأغراض،
وربّما كانت مطلقة للإشباع… ولتفخيم الكلام وربّما أعطيت هذه النّبرات بالحدّة
والثّقل هيئات تصير بها دالّة على أحوال أخرى من أحوال القائل أنّه متحيّر أو
غضبان أو تصير به مستدرجة للمقول معه بتهديد أو تضرّع أو غير ذلك، وربّما صارت
المعاني مختلفة باختلافها مثل أنّ النّبرة قد تجعل الخبر استفهاماً، والاستفهام
تعجبّاً وغير ذلك، وقد تورد للدّلالة على الأوزان والمعادلة ، وعلى أنّ هذا شرط وهذا جزاء، وهذا محمولٌ وهذا موضوع" ( 31 ) حيث ربط ابن سينا النّبر
أو النّغم بوظيفة الإبراز الجمالي الصّرفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 28 ) المصدر السابق, ص 206.
( 29 ) ابن سينا،
الشفاء (فنّ الشّعر) تحقيق: جورج قنواتي،
وسعيد زايد، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٧٥ ص: 67
( 30 )
ابن سينا، رسالة أسباب حدوث الحروف، تحقيق الدكتور محمد حسان الطيان ويحيى مير علم ,
تقديم ومراجعة
الدكتور شاكر الفحام والأستاذ حمد راتب النفاخ، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، ط 1 , ١٩٨٢ ، ص: 59.
( 31 ) د/عبد السلام
المسدي , الّتفكير الّلساني في الحضارة
العربية , الدار العربية للكتاب، ليبيا وتونس، ١٩٨١ ، ص: 266 نقلاً عن الخطابة لابن سينا، ص: 198
وممّا قاله أيضاً في السّياق ذاته، أي الوظيفة الجمالية
للنّبر على صعيد البنية النّحوية، لا سيما "في أقسام اللّفظ المركّب، فيجب أن
لا تخلّل هذه الأقاويل الطّويلة إلاّ النّبرات التي لا ينغَم فيها، وإنّما يراد
بها الإمهال فقط، وربّما احتيج أن تتخلّل النّبرات الألفاظ المفردة إذا كانت في حكم
القضايا، خصوصاً حيث تكون على سبيل الشّرط والجزاء كقولهم: لمّا التمس، أعطيت،
فيكون بين التمس وبين أعطيت نبرة إلى الحدّة، وهو عند الشّرط، وبعقب أعطيت نبرة
أخرى إلى الثّقل، وهي للجزاء" ( 32 )
يقول ابن سينا عن الهمزة، إنها صوت يحدث "عن حفز قوّي في
الحجاب وعضل الصّدر لهواء كثير، ومن مقاومة الطّرجهالي الحاصر زماناً قليلاً لحفز
الهواء، ثمّ اندفاعه إلى الانقلاع بالعضل الفاتحة وضغط الهواء معاً " ( 33 )
لعّل القوّة التي يتطلبها النطق بصوت الهمزة هي التي دفعت
النحاة واللغويين ربط الظاهرة بمصطلح الهمز، ولمّا كان الهمز يعني: الضغّط عبّروا
عن الظاهرة اللغوية بهذا المصطلح، ممّا يؤكد أنّهم كانوا أقرب إلى التعريف
الاصطلاحي للنّبر، لأنّ هذا الأخير يعني أيضاً الضّغط والارتكاز.
حتى سيبويه ربط الهمزة بالضّغط، في قوله: "الهمزة نبرة
في الصّدر تخرج باجتهاد" ( 34 ) .
فالنّبر على هذا فكرة مسّها الدّارسون العرب القدامى، وتبلورت
أكثر عند الفلاسفة المسلمين، لكنّها كانت تفتقر في روحها إلى دراسة نظريّة مفصّلة،
مثلما خصّوا بعض الظواهر الأخرى، كما أنّهم لم يتحّدثوا عن مواطن النّبر في الكلمة
العربية، ممّا فتح باب التّشكيك أمام بعض الدّارسين اللّغويين من عرب ومستشرقين.
و من ثم نستطيع أن نقول : عرفت اللغة العربية النّبر،
والدّليل تلك الأمثلة التي ساقها بعض اللّغويين ممّن مسّوا الظّاهرة تحت مصطلح غير
النّبر، كابن جنّي الذي تحدّث عن: "التّطويح، والتّطريح، والتّفخيم،
والتّعظيم، ممّا يقوم مقام قوله: طويل أو نحو ذلك: وأنت تحسّ هذا من نفسك، إذا
تأمّلته، وذلك أن تكون في مدح إنسان والثّناء عليه. فتقول: كان والله رجلاً، فتزيد
في قوّة اللّفظ، وتتمكّن في تمطيط اللاّم وإطالة الصّوت"( 35 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 32 ) د.عبد السلام المسدي , الّتفكير الّلساني في الحضارة
العربية , الدار العربية للكتاب، ليبيا وتونس، ١٩٨١ ، ص: 225ـ 226
( 33 )
ينظر: ابن سينا , رسالة أسباب حدوث الحروف، تحقيق الدكتور محمد حسان الطيان ويحيى مير علم ,
تقديم ومراجعة
الدكتور شاكر الفحام والأستاذ حمد راتب النفاخ، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، ط 1 , ١٩٨٢ ، ص: 72
( 34 ) انظر: سيبويه، الكتاب، تحقيق عبد السلام محمد
هارون، نشر مكتبة الخانجي بالقاهرة ودار الرفاعي بالرياض، ط2، 1983، ص: 489.
( 35 )
انظر : أبو الفتح ، عثمان بن جني , الخصائص , تحقيق محمد علي النجار , دار الكتب
المصرية , القاهرة 1952 م ، ص: 2/370 ـ
371.
وقبله أورد المبرّد قوله: "... وتجيء في فاعَلَ،
والفِعَالُ، نحن: قاتله قِتلاً، وراميته رِماءً، وكان الأصل: فِيعَالاَ، لأنّ
فاعلتُ على وزن: أفْعَلْتُ، وفَعْلَلْتُ، فكان المصدر كالزِّلزال، والإكرام، ولكنّ
الياء محذوفة من فِيعَال، استخفافاً، وإن جاء بها ف: مُصِيبٌ " ( 36 )
ومن النّصوص
القديمة التي تثبت هذه البنية الصّوتية عند أهل الأندلس، ما سجّله لنا ابن حزم،
حول جنوح أهل الأندلس إلى إطالة الصّائت القصير كما في: "عِنَبْ فيقولون:
عِينَب"، ( 37 )
وقد اختلفت آراء هؤلاء
العلماء أعني علماء اللغة المحدثين بخصوص وجود ظاهرة النبر في اللغة العربية
الفصحى. ففي حين يذهب ( كارل بروكلمان ) K. Brockelman إلى أن النبر موجود في اللغة العربية ويتوقف على كمية المقطع فإنه
يسير من مؤخرة الكلمة نحو مقدمتها، حتى يقابل مقطعاً طويلاً فيقف عنده، فإذا لم
يكن في الكلمة مقطع طويل فإن النبر يقع على المقطع الأول منها. ( 38 ) .
وأما الدكتور إبراهيم أنيس فيذهب إلى أنه لا
يوجد لدينا دليل مادي يهدينا إلى مواضع النبر في اللغة العربية كما نطق بها
الأقدمون في العصور الإسلامية الأولى، إضافة إلى أن المؤلفين القدماء لم يتناولوا
في مؤلفاتهم هذه الظاهرة. ( 39 )
ويصرح الدكتور عبد
الرحمن أيوب أن النبر لم يحظ باهتمام علماء اللغة العرب القدامى. ( 40 )
وبعد: هل صحيح أن علماء
العربية لم يتناولوا في مؤلفاتهم قضية النبر هذه؟ أو أنهم أشاروا إليها ولكن
بأسماء ليست معروفة في علم اللغة الحديث؟
الحقيقة أن هناك من
العرب من عرف النبر بمعنى الهمز. قال ابن منظور : والنبر همز الحرف، ولم تكن قريش
تهمز في كلامها. ولما حج المهدي قدم الكسائي يصلي في المدينة فهمز، فأنكر أهل
المدينة عليه وقالوا: تنبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن . ( 41 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 36 ) ينظر:
المبرد , أبو العباس محمد بن يزيد , المقتضب , تحقيق: محمد عبد الخالق عضيمة , طبعة
وزارة الأوقاف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لجنة إحياء التراث الإسلامي – القاهرة ،ط1،1415هـ ـ 1994م , ص100
( 37 ) وينظر: ابن حزم , الإحكام في أصول الإحكام، ضبط وتحقيق
محمود حامد عثمان، دار الحديث، القاهرة، ط1، دت ، ص: 1/30.
( 38 )كارل بروكلمان، فقه اللغات السامية،
ترجمة الدكتور رمضان عبد التواب، الرياض 1977 ص45
( 39 ) ينظر الدكتور إبراهيم أنيس، الأصوات
اللغوية، مكتبة الأنجلو المصرية، ط3، 1976 ص46
( 40 )ينظر الدكتور عبد الرحمن أيوب ،محاضرات
في اللغة، مطبعة المعارف بغداد 1966 ص145
( 41 ) ابن منظور، لسان العرب، دار صادر بيروت، ط1،
1992،ص189
ومصطلح النبر هذا أشار
إليه ابن جني بمعنى تطويل بعض حركات الكلمة وسماه مطل الحركة . قال : وحكى الفراء
عنهم: أكلت لحماً شاة، فمطل الفتحة فأنشأ عنها ألفا. ومن إشباع الكسرة ومطلها ما جاء
عنهم من الصياريف، والمطافيل والجلاعيد . ( 42 )
ويقول في موضع آخر: وذلك
قولهم عند التذكر مع الفتحة في قمت: قمتا ، أي قمت يوم الجمعة ، ونحو ذلك ، ومع
الكسرة : أنتي ، أي أنت عاقلة ، ونحو ذلك ، ومع الضمة : قمتو، في قمت إلى زيد ونحو
ذلك . ( 43 )
وما سماه ابن جني ( المطل
) سماه سيبويه ( الإشباع ). يقول: فأما الذين يشبعون فيمططون، وعلامتها واو وياء،
وهذا تحكمه لك المشافهة، وذلك قولك: يضربها، ومن مأمنك. وأما الذين لا يشبعون
فيختلسون اختلاسا. وذلك قولك: يضربها ومن مأمنك، يسرعون اللفظ. ومن ثم قال أبو
عمرو ( إلى بارئكم ). ( 44 ) ويدلك على أنها متحركة قولهم: ((من مأمنك فيبينون
النون، فلو كانت ساكنة لم تحقق النون)). ( 45 )
من خلال ما تقدم نستنتج
أن قدامى اللغويين العرب لم يعرفوا النبر بمعنى الضغط على مقطع من مقاطع الكلمة.
وهذا هو وجه الاختلاف بينهم وبين علماء اللغة المحدثين. ( 46 ) ولعل ذلك راجع إلى كون
النبر لا يقوم بوظيفة دلالية في العربية الفصحى، سواء أكان ذلك عن طريق الضغط أم
المطل أم الإشباع.
وإذا كان النبر ليس ذا ملمح تمييزي في العربية
الفصحى، فإن العامية العربية يلعب فيها النبر دوراً دلالياً هاماً , فقد يستخدم
النبر في العامية ليكون مميزاً بين أكثر من معنى للكلمة الواحدة , فمثلاً فكلمة (
قلم ) يكون النبر فيها على المقطع الأول عندما يراد بها الإخبار، أو الإثبات، أو
الإجابة عن سؤال، مثل: ماذا بيدك ؟ أو ماذا في حقيبتك ؟ فتكون الإجابة ( قلم )
بنبر قوي على المقطع الأول. أما إذا استخدمت كلمة القلم) ليراد بها الاستفهام في
العامية أو التعجب فإن النبر القوي ينتقل إلى المقطع الثاني، كأن نقول :( قلم )
ونحن نريد أن نقول: هل معك قلم ؟ أو في جيبك قلم ؟ ( 47 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 42 )
أبو الفتح ، عثمان بن جني , الخصائص , تحقيق محمد علي النجار , دار الكتب
المصرية , القاهرة 1952 م , ج 3 , ص 123
( 43 )
المصدر السابق , ج 3 , ص 123
( 44 ) مصدر السابق , ج 3 , ص129
( 45 ) ابن منظور، لسان العرب ، دار صادر بيروت ، ط1/1992، ج 5 , ص 189
( 46 ) الدكتور
محمد بو عمامة , الصوت والدلالة دراسة في ضوء التراث وعلم اللغة الحديث, مجلة التراث
العربي- مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب , دمشق , العدد 85 , عدد 16
سبتمبر 2003م
( 47 ) الدكتور محمد علي رزق الخفاجي، علم الفصاحة العربية، دار المعارف القاهرة ،
ط2/ 1982، ص190-191
وأما في اللغات الأخرى
كالإنجليزية والفرنسية فإن النبر فيها ذو وظيفة دلالية. ففي الإنجليزية-مثلاً- نجد
أن النبر إذ وقع على المقطع الأول كانت الكلمة اسماً، أما إذا وقع على المقطع
الثاني فتكون الكلمة فعلاً. مثال ذلك: ( 48 )
اسم فعل
Increase- In,crease
Compact Com,pact
Subject Sub,ject ( 49 )
أهم قواعد النبر في العربية :
- كل كلمة أحادية المقطع،
تكون منبورة على مقطعها الوحيد , مثل قم .
- كل كلمة ثنائية
المقطع، تكون منبورة على مقطعها الثاني مهما كان نوعه , مثل قام.
- كل كلمة ثلاثية
المقطع، تكون منبورة على مقطعها الثاني إذا كان متوسطاً , أو طويلاً نحو أعانت ,
أما إذا كان المقطع الثاني قصيراً , فإن النبر يقع على المقطع الثالث أياً كان
نوعه نحو ناصر , و كذلك الحال في الكلمات الكثيرة المقاطع , و النبر في كل الأحوال
لا يتعدى المقطع الثالث . ( 50 )
التركيبات
التي يدخل فيها النبر:
يدخل النبر في التركيبات
الآتية :
1. التركيب المكون من
ثلاثة مقاطع , مثل قوله تعالى ( فَقَعُوا
لَهُ سَاجِدِينَ ) تنبر القاف ، (فَسَقَى لَهُمَا) تنبر السين ، ( فَنَسُوا حَظًّا
مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) تنبر النون ( وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) تنبر القاف ( وَتَرَى
الْأَرْضَ بَارِزَةً) تنبر التاء ( وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) تنبر القاف ( فَأَتَتْ
بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ) تنبر الهمزة ( فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ) تنبر
العين ( فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا )تنبر الكاف ( وَكَفَى
بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا ) تنبر الكاف .
ونري أن الأساس النفسي
العلمي لهذا النوع من النبر أن اللغة العربية تغلب فيها الجذور الثلاثية علي غيرها
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 48 ) انظر:د. محمود السعران، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي ، دار الفكر العربي القاهرة , د ت , ص210.
( 49 ) انظر:د. محمود السعران، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي ، دار الفكر العربي القاهرة د ت , ص210.
( 50 ) انظر :د. أحمد محمد قدورة .مبادئ اللسانيات ,دار الفكر
, دمشق , ط1 /1996 م , ص 118 .
2. حروف عطف أحادية
تليها حروف جر أحادية داخلة على ضمائر مثل ( ولهم ـ فلهم ـ ولكم ـ فلكم ـ ألكم ـ
فبما ) والنبر فيها يكون على حرف الجرـ أي على المقطع الثاني أيضا ـ ومما يلحق
بذلك ما يكون حرف الجر فيها بداية شبه جملة هي خبر مقدم لمبتدأ بعده مثل (وَلَهُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ) بل إن أهمية إبراز كون حرف الجر بداية شبه جملة خبرا تجعل نبره
مفيدا حتى لو لم يسبق بعاطف (لَهُمْ
فِيهَا فَاكِهَةٌ ) وهذا النوع كثير أيضا منتشر في القرآن ، والمهم أنه لا ينبغي
أن يغيب عنا أن النبر الذي نهتم به أو ينبغي أن نهتم به هو ما يبرز معنى الكلام أو
يساعد على إبرازه بأن ينبه إلى أن المقطع الثاني مثلا هو بداية لحرف أو لفعل أو إلى
أن المقطع بداية لجملة مستقلة .
3.النبر في الحرف
المقطعة .
- ( إن +ما ، أن +ما )
ينبر من ( أن + ما ) ثماني آياتٍ الأولى وما عداهما ( اثنان المائدة
49،92 وأحد عشر موضعا آخر الأنفال 28 ـ هود 14ـ إبراهيم 52 ـ الكهف 10ـ
الأنبياء108ـ المؤمنون 115ـ القصص 24 ـ 50 ، 70 ـ فصلت 6 ـ الحديد 20 ) لانبر فيه
- ( كل + ما ) ينبر في هذا التركيب موضع واحد وهو
اسم يعود عليه ضمير وهو قوله تعالى :" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا
سَأَلْتُمُوهُ ... (34)" وما عدا هذا الموضع لا ينبر .
- ( بئس + ما )
كل( بئس + ما ) تنبر
ماعدا " بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي "
- ( أين + ما ) ورد هذا
التركيب اثنتي عشرة مرة منها ثلاث مرات "ما" فيها موصول فتنبر
وهي:"قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
...(37)الأعراف "وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)الشعراء
"ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73)غافر وهذه الثلاثة
رسمت مفصولة وسائرها "أينما " فيه اسم شرط أو ظرف مكان مجرد من الشرط
لاتنبر فيه "ما" وهي "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا ...(115) "أَيْنَ
مَا تَكُونُوا يَأْتِ ...(148) البقرة "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ
أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ... (112)آل عمران "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ
الْمَوْتُ ... (78)النساء "أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ...
(76)النحل "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْت (31)مريم ُ
"مَلْعُونِينَ
أَيْنَمَا ثُقِفُوا ... (61) الأحزاب "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)الحديد "إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ
مَا كَانُوا ( 7 ) المجادلة . (51 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 51 ) انظر د : جبل دراسات صوتية , دار عمار للنشر و التوزيع , عمان – الأردن , ط
2 , 2007 م
النبر و التنغيم
النّبر هو صوت
التنغيم مثالاً على الفونيم الثانوية، فلا يكون كذلك جزءاً من تركيب معين، إنما
يكون بزيادة كمية من الهواء على صوت أو أكثر من أصوات الكلمة في التركيب الواحد،
فيعلو هذا الصوت على بقية الأصوات الأخرى التي تشكل مقاطع الكلمة فيحدث التفاوت
قوة وضعفاً بين الأصوات. ( 52 ) ( فالصوت أو المقطع الذي ينطق بصورة أقوى يسمى صوتاً
منبورا ) ( 53 ) .
وهكذا، فإن للنبر أثراً في تغيير بنية الكلمة من
معنى صرفي إلى آخر، فأنت لو نطقت كلمة (كَتَبَ) مثلاً بفتحة على عين الفعل، لوجدت
أن الأصوات فيها متساوية نبراً، لكن إذا ما نطقتها ب(كَتَّبَ) بالتضعيف، فإن عين
الفعل تفاوت في النبر عن الأصوات الأخرى، مما جعله يَنقل الكلمة إلى بنية أخرى
ذاتِ دلالة معينة ) ( 54 )
يقول الدكتور تمّام
حسّان: " ولا يفوتني هنا
أن أشير إلى أن دراسة النبر ودراسة التنغيم في العربية الفصحى، يتطلب شيئاً من
المجازفة؛ ذلك لأن العربية الفصحى لم تعرف هذه الدراسة، ولم يُسجّل لنا القدماء
شيئاً على هاتين الناحيتين، وأغلب الظن أن ما ننسبه للعربية الفصحى في هذا المقام،
إنما يقع تحت نفوذ لهجاتنا العامية، لأن كلّ متكلم بالعربية الفصحى في أيامنا هذه،
يفرض عليها من عاداته النطقية العامية الشيء الكثير". ( 55 ) فالنّبر والتّنغيم في ذلك مثل الصرف في بداية النحو
العربي، كانت مسائله تُدرس مع النحو، وبقيا توأمين مرتبطين إلى أن انفصلا وصار
الصرف علماً قائماً بذاته له علماؤه وتصانيفه.
وإنّ نظرة إلى كتب
النحاة واللغويين، ترينا عناية هؤلاء العلماء بمثل هذه المباحث، فهذا ابن جني يشير
إشاراتٍ لطيفةً إلى النبر والتنغيم عندما عرض لكلام العرب: "سير عليه
ليل" بقوله: "وكأن هذا إنما حُذفت فيه الصفة لمّا دل من الحال على
موضعها، وذلك أنك تحس في كلام القائل لذلك من التطويح والتطريح (التطويل) والتضخيم
والتعظيم، ما يقوم مقام قوله (طويل) أو نحو ذلك. ( 56 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 52 ) يوسف
عبد الله الجوارنة , التَّنْغيم ودلالته في العربيَّة , مجلة
الموقف الأدبي
- مجلة أدبية شهرية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق - العدد 369 ديسمبر 2002
( 53 ) نفس
المصدر نقلاً عن : كمال بشر , علم الأصوات , ص 163
( 54 ) نفس
المصدر نقلاً عن : سمير ستيتية، منهج التحليل اللغوي , ص 271
( 55 ) تمام حسان , مناهج البحث في اللغة، دار الثقافة، الدار
البيضاء، ط2، 1974، ص163-164
( 56 ) يوسف عبد الله
الجوارنة , التَّنْغيم ودلالته في العربيَّة , مجلة الموقف الأدبي - مجلة أدبية شهرية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب
بدمشق - العدد 369 ديسمبر 2002
أثر النبر على بعض الكلمات القرآنية
قد ينطق القارئ الكلمة
بتشكيل صحيح ومخارج سليمة ثم يعطي معنى مخالفا للمراد مثل قوله تعالى:"
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ
(29)" فيقرأ كلمة " فقعوا " مثل كلمة " ذهبوا " مثلا
فكأنها من فقع العين ، بل لا بد من تمييز حرف الفاء والصبر على حركة القاف دون
الإسراع فيكون حينئذ بمعنى الإلقاء وهذا ما يعرف بالنبر، أو عند علماء التجويد
بالاختلاس , وكذا لو قرأ " فَسَقى لهما" بنفس إيقاع "جعلا له
" فتصير كلمة " فسقى "وكأنها من الفسوق في حين أنها من
"السّقي" وكذا لو نطق " وسعى لها " وكأنها من من السعة
والاتساع في حين أنها من السعي الذي هو السير ، وكذا " فهدي " ليست من
الفهد وإنما من الهدي ، وتجنب مثل هذا يكون بنبر المقطع الثاني ـ أي الصبر على
الحرف الثاني وحركته ـ ولو قرأ مثل قوله تعالى:" :" وَآَتَاكُمْ مِنْ
كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ " دون نبر "ما" فتقترب الكلمة من كلمة
"كلما " التي تفيد التكرار وكذلك نطق " أَيْنَ مَا كُنْتُمْ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " دون نبر "ما" يحول المعنى من استفهام
موجه للكافرين عن شركاهم إلى ظرف مكان عام أو اسم شرط وجزاء وكلاهما غير مناسب
،وكذا قوله تعالى :" وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ
" دون نبر "ما" يجعل "أنما " كأنها أداة قصر وهذا غير
مراد في الآية .
و لنقرأ ما قاله النسفي
في سورة يوسف عند قوله تعالى:" فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ
عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) " لفظ الله مرفوع في (يوسف) مبتدأ , قيل : حلفوا بالله رب محمد عليه السلام { قَالَ
} بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب { الله على مَا نَقُولُ } من طلب الموثق
وإعطائه { وَكِيلٌ } رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وهذا لا يجوز
، فالأولى بأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم" الله ." ( 57 ) فقول النسفي "، فالأولى بأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد
بقوة النغمة اسم ".الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة
تشعر بأن القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام , وكلمة
وكيل خبر للفظ الجلالة , فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معنى لقوة
النغمة هنا إلا النبر ؛ لأنه رفع بضغط ،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة . ( 58 )
، وقال السمرقندي في
قوله تعالى:" وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)" {
وَإِذَا كَالُوهُمْ } يعني : إذا باعوا من غيرهم ينقصون الكيل { أَوْ وَّزَنُوهُمْ
يُخْسِرُونَ } يعني : ينقصون الكيل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 57 ) أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي , تفسير النسفي
, تحقيق الشيخ : مروان محمد الشعار , دار النفائس ـ بيروت 2005 م , ج 2 , ص 330
( 58 ) انظر : غانم قدوري الحمد , الدراسات الصوتية عند علماء
التجويد , دار عمار , ط1 , 2003
وقال بعضهم كالوهم حرفان يعني : كالوا ثم قال :
هم وكذلك وزنوا ثم قال : هم يخسرون وذكر عن حمزة الزيات أنه قال هكذا ومعناه هم
إذا كالوا أو وزنوا ينقصون وكان الكسائي يجعلها حرفاً واحداً كالوهم أي : كالوا لهم
وكذلك وزنوا لهم وقال أبو عبيدة وهذه هي القراءة لأنهم كتبوها في المصاحف بغير ألف
ولو كان مقطوعاً لكتبوا كالواهم بالألف. ( 59 )
ولابد أن نعرف ليس الأمر
مطلقا ولكن يكون النبر فيما له أثر في المعنى ، أما ما لا يؤثر في معنى نحو النبر
في ( يعظكم ـ يعدُكم ) أي الحرف الثاني منهما فهذا خطأ لا يجوز لأنه يؤدي إلى اختلاس
حركة الحرف الثاني وهذا خطأ لأن هذه الحركة كاملة وليست مختلسة ، وكما يفعله البعض
في (أفلا تعقلون) يسرع بحركة الفاء ليستفهم كما يظن فإن سألته لما هذا؟ قال
للتفرقة بينها وبين (أفل) الفعل (سورة الأنعام) في حالة تثنيتها أي(أفلا) ويظن أنه
يفرق بينهما ، وهذا خطأ لأن حركة الفاء كاملة وليست مختلسة وليست من الكلمات التي
وردت مختلسة ، ولكي يستفهم ينبر ـ أي يضغط ـ على (لا) أو يلقي الكلمة التي بعدها ـ
هنا (تعقلون) ـ بطريقة تشعر بالاستفهام ،أما ما نسمعه من بعض الكبار باختلاسها فهذا
خطأ مما لاشك فيه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 59 ) أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي , بحر
العلوم , تحقيق : د.محمود مطرجي , دار الفكر – بيروت , ج 3 , ص 534
الخاتمة
بعد هذا العرض الموجز عن
ظاهرة النبر نجد أن مصطلح ( النبر ) ورد عند القدماء من علماء اللغة وعلماء
التجويد للدلالة على صوت الهمزة ( الوقفة الحنجرية ) ، وأطلق علماء التجويد مصطلح
( النبرة ) -بتاء التأنيث- على الصوت الذي يلي حروف القلقلة .
كما نجد أن الباحثين المعاصرين في دراسة العرب للنبر ،
قد ذهب أكثر هم إلى أن العرب لم يدرسوا
النبر بهذا المصطلح ، بل إن للعرب إشارات للنبر على مستوى الكلمة ( النبر الجملي )
، كما أنهم درسوا ظواهر صوتية عدة متصلة بمفهوم ( نبر الطول ) أما ( نبر الشدة )
فيترجح للباحث أن اللغويين الأوائل لم يدرسوه ، ولا يوجد مصطلح في التراث العربي
يناظر مصطلح ( word stress ) .
و هذا
يدعونا إلى القول الذي ذهب إليه بعض الباحثين إلى أن مصطلح (الهمز) عند القدماء
كان نظيراً لمصطلح ( النبر ) - أي الضغط على المقطع- عند المحدثين، ثم حصل تطور في
مصطلح الهمز وأصبح لقبا لأحد الحروف الهجائية، وتابع هذا الرأي عدد من المعاصرين.
كما ينسب
عدد من علماء التجويد المعاصرين نبراً إلى كلماتٍ في القرآن لتمييز الزائد في
الكلمة عمّا كان أصلا منها ، وربما هذا القول رأياً اجتهادياً من هؤلاء العلماء
التجويديين ، لأمور منها : أنه خالفهم في ذلك عدد آخر من علماء التجويد المعاصرين ،
وكلا الفريقين يحتج بالرواية عن الأشياخ ، أنهم لا يستندون في هذا الرأي إلى نص
لعلماء التجويد المتقدمين وهم الحجة الأولى المعوّل عليها في هذا الشأن ، غير أن
نبر بعض الكلمات , أو بعض الحروف من الكلمات يغير المعنى تماماً , كما نص على ذلك
بعض علماء التجويد والقراءات القرآنية , لذا , فحفاظاً على المعنى و طريقة النطق
يجب أخذ القرآن بالتلقي , فينبر ما يستحق النبر , و لا ينبر ما لا يستحق النبر .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
المصادر و المراجع
1-الجوهري , إسماعيل بن حماد , الصحاح تاج
اللغة وصحاح العربية , تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار , دار العلم للملايين – بيروت
, الطبعة: الرابعة 1407 هـ - 1987 م
2-الزَّبيدي
, أبو الفيض محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني ، تاج العروس من جواهر القاموس
تحقيق مجموعة من المحققين , دار الهداية
3-الفارابي
, أبو نصر محمد بن محمد ين طرخان , كتاب الموسيقى الكبير،تحقيق و شرح غطاس عبد
الملك خشبة , دار الكاتب العربي , القاهرة
4-النووي
, أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري , المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج , دار إحياء
التراث العربي – بيروت الطبعة الثانية ،
1392 هـ
5-المبرد
, أبو العباس محمد بن يزيد , المقتضب , تحقيق: محمد عبد الخالق عضيمة , طبعة وزارة
الأوقاف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لجنة إحياء التراث الإسلامي – القاهرة
الطبعة: الأولى 1415هـ /1994م
6-ابن
حزم , الإحكام في أصول الإحكام، ضبط وتحقيق محمود حامد عثمان، دار الحديث،
القاهرة، الطبعة: الأولى.
7-ابن
سينا، الشفاء , تحقيق: جورج قنواتي، وسعيد
زايد، الهيئة المصرية العامة
للكتاب، ١٩٧٥
8-ابن سينا، رسالة أسباب حدوث الحروف، تحقيق الدكتور محمد
حسان الطيان ويحيى
مير علم , تقديم
ومراجعة الدكتور شاكر
الفحام والأستاذ حمد راتب
النفاخ، مطبوعات مجمع
اللغة العربية، دمشق، الطبعة الأولى, ١٩٨٢
9-ابن
منظور: لسان العرب، دار بيروت، الطبعة
الأولى
10-
أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي , تفسير النسفي , تحقيق الشيخ :
مروان محمد الشعار , دار النفائس ـ بيروت 2005 م
11-أبو
الحسن عبدالجبار بن أحمد بن عبدالجبار , المغني
في أبواب
الّتوحيد والعدل، خلق
القرآن، قوم نصه إبراهيم
الأبياري، بإشراف د/طه حسين، وزارة
الثقافة والإرشاد القومي،
مصر , د ط , د ت
12-أبو
الفتح ، عثمان بن جني , الخصائص , تحقيق
محمد علي النجار , دار الكتب المصرية , القاهرة
1952 م
13-أبو
الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي , بحر العلوم , تحقيق : د.محمود مطرجي , دار
الفكر – بيروت
14-أبو نصر محمد الفارابي، كتاب
الموسيقى الكبير، تحقيق وشرح
غطاس عبد الملك خشبة،
مراجعة وتصدير د/محمد أحمد
الحفني، دار الكتاب العربي
للطابعة والنشر، القاهرة، د ط،
د ت
15-إبراهيم
أنيس: الأصوات اللغوية، مكتبة الأنجلو المصرية، الطبعة الثالثة 1976
16-إبراهيم
مصطفى ـ أحمد الزيات ـ حامد عبد القادر ـ محمد النجار , المعجم الوسيط , تحقيق مجمع اللغة العربية, دار الدعوة , ج 2 , ص 897
17-أحمد
محمد قدورة .مبادئ اللسانيات ,دار الفكر , دمشق , الطبعة الأولى ,1996 م
18-مام
حسان , مناهج البحث في اللغة , مكتبة
الأنجلو المصرية , 1990 م
19-سيبويه:
الكتاب، تحقيق عبد السلام محمد هارون، نشر مكتبة الخانجي بالقاهرة ودار الرفاعي بالرياض، الطبعة الثانية 1983
20-عبد
الرحمن أيوب: محاضرات في اللغة، مطبعة المعارف بغداد 1966
21-عبد السلام المسدي , الّتفكير
الّلساني في الحضارة
العربية , الدار العربية
للكتاب، ليبيا وتونس،
١٩٨١
22-كارل
بروكلمان: فقه اللغات السامية، ترجمة الدكتور رمضان عبد التواب، الرياض 1977
23-كمال
محمد بشر: علم اللغة العام: الأصوات، القاهرة 1970
24-كهنري
فليش في كتابه "العربية الفصحى نحو بناء لغوي جديد"، ترجمة: د/عبد
الصّبور شاهين، منشورات دار المشرق، بيروت، لبنان، د ط ، د ت
25-ماريو باي: أسس علم اللغة، ترجمة الدكتور أحمد مختار عمر، عالم الكتب
بالقاهرة
الطبعة الثانية 1983 .
26-محمد
بو عمامة, الصوت والدلالة دراسة
في ضوء التراث وعلم اللغة
الحديث, مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب , دمشق , العدد 85 , عدد 16
سبتمبر 2003م
27-محمد
علي رزق الخفاجي: علم الفصاحة العربية، دار المعارف القاهرة، الطبعة الثانية
28-محمود
السعران: علم اللغة مقدمة للقارئ العربي ، دار الفكر العربي القاهرة , د
29-محمود
بن عمر الزمخشري , الفائق في غريب الحديث , تحقيق : علي محمد البجاوي -محمد أبو الفضل
إبراهيم , دار المعرفة – لبنان , الطبعة الثانية
30-يوسف
عبد الله الجوارنة , التَّنْغيم ودلالته في العربيَّة , مجلة الموقف الأدبي - مجلة أدبية شهرية تصدر عن اتحاد الكتاب
العرب بدمشق - العدد 369 ديسمبر
2002
جميل
ReplyDeleteجزاكم الله خيراً.
ReplyDelete- كل كلمة ثنائية المقطع، تكون منبورة على مقطعها الثاني مهما كان نوعه , مثل قام
ReplyDeleteيجب التصحيح، في مقطعها الأول
- كل كلمة ثنائية المقطع، تكون منبورة على مقطعها الثاني مهما كان نوعه , مثل قام
ReplyDeleteيجب التصحيح، في مقطعها الأول
جميل جدا شكرا وجزاك الله خيراً
ReplyDelete