Wednesday, January 13, 2016

بحث أوليّة الشعر العربي


المقدمة :
كل أمة تعتمد في استبقاء مآثرها وتحصين مناقبها على ضرب من الضروب وشكل من الأشكال، وكانت العرب في جاهليتها تحتال في تخليدها بأن تعتمد في ذلك على الشعر الموزون والكلام المقفى وهو ديوانها . ([1])
إذن فالشعر هو ديوان العرب الذي تسجل فيه تاريخها , و مآثرها , و الشعر الجاهلي   الذي وصل إلينا في صورته الناضجة لا بد أن يكون له بدايات , هذه البدايات الأولى التي تولد منها هذا الشعر و تنامى إلى عصرنا الحاضر بهذا النضج الفني الذي نراه متمثلاً في أشعار أوائل شعراء عصر ما قبل الإسلام الذي وصل إلينا تام الأوزان والقوافي باللغة العربية الفصيحة , فهو في تطوره كتطور الإنسان في مراحل عمره المختلفة ؛ إذ لكل شيء مكتمل بداية .
 و لقد حاول كثير من الباحثين الوصول إلى بداية الشعر الجاهلي التي سبقت مرحلة النضج الشعري إذ لا يعقل أن يكون الشعر الجاهلي قد ولد متكاملاً في صورته التي وصل إلينا , شأنه في ذلك شأن كل فن آخر  تسبقه محاولات متكررة انفرادية وجماعية حتى استوى على سوقه بالشكل الذي وصل إلينا في معلقات و قصائد و مقطوعات زخرت بها المصنفات الأدبية القديمة .
و لقد حظيت قضية أولية الشعر باهتمام كثير من النقاد منذ القدم ، وكل فريق يعرض وجهة نظرة , و أدلته على إثبات صحة قوله .
و في هذا البحث سأعرض أقوال بعض الباحثين و النقاد في هذه القضية , و مناقشتها من خلال ما نقل عن أدباء و نقاد آخرين , ثم أنتهي بما ترجح عندي في هذه القضية , و أختم بخاتمة ألخص فيها ما عرض في هذه القضية , و ما ترجح عندي من هذه الأقوال , و الله أسأل العون و السداد , فهو خير معين , و نعم المولى , و نعم النصير .   

الأقوال في أوليَّة الشعر العربيّ :
   من المسائل التي تكلم فيها الأدباء و النقاد عندما يتحدثون عن الشعر الجاهلي مسألة أولية الشعر العربي ، و أول ما يفاجئنا في هذه المسألة هو نسبة أبيات شعرية إلى أبي البشر ( آدم عليه السلام )  , و هو من جعل الله علمه حجة على الملائكة , فينسبون له أشعارًا قالها في مقتل ابنه هابيل , ذكرها بعض المفسرين , و كتاب التأريخ , و نقلها عنهم بعض الأدباء .
قال محمد: أخبرنا أبو عبد الله المفضل بن عبد الله المحبري قال: سألت أبي عن أول من قال الشعر ، فأنشدني هذه الأبيات : الوافر
تَغَيّرَتِ البلادُ ومَن علَيها ... فَوَجهُ الأرضِ مُغبَرٌّ قَبِيْحُ
تغيّر كلُّ ذي لونٍ وطَعمٍ ... وقلّ بَشاشَةَ الوَجهُ الصّبيحُ
وَجَاوَرَنا عَدوٌّ لَيْسَ يَفنى ... لَعِينٌ لا يَمُوتُ فَنَسْتَريحُ
أَهابِلُ ! إن قُتِلْتَ فإنّ قلبي ... عَليكَ اليَومَ مُكْتَئبٌ قَريحُ
   قال أبو زيد القرشي : ثم سمعت جماعةً من أهل العلم يؤثرون أن قائلها أبونا آدم - عليه السلام - حين قَتل ابنُه قابيلُ هابيلَ ؛ فالله أعلم أكان ذلك أم لا. ([2])
   و قد نقل كثير من الحفاظ و المحققين و الأدباء عدم صحة نسب هذا الشعر لآدم عليه السلام , فهذا الحافظ ابن كثير يقول : وهذا الشعر فيه نظر , وقد يكون آدم - عليه السلام - قال كلاما يتحزن به بلغته , فألفه بعضهم إلى هذا , وفيه إقواء ([3]) والله أعلم . ([4])
   و قَالَ الْقُشَيْرِيُّ وغيره : قال ابن عباس: ما قال آدمُ الشعرَ، وإنَّ محمدًا والأنبياءَ كلهم في النهي عن الشعر سواء ، لكن لمَّا قُتل هابيلُ رثاه آدمُ وهو سريانِي، فهي مرثِية بلسان السريانية أوصى بها إلى ابنه شِيثَ وقال: إنك وصيي فاحفظ مني هذا الكلام ليتوارث ، فحُفظت منه إلى زمان يعرب بن قحطان ، فترجم عنه يعرب بالعربية. ([5])
   و قال الألوسي: ذكر بعض علماء العربية أن في ذلك الشعر لحنا ، أو إقواء ، أو ارتكاب ضرورة، والأولى عدم نسبته إلى يعرب أيضًا لما فيه من الركاكة الظاهرة . ([6])
   وقال صاحب الكشاف: و روي أن آدم مكث بعد قتله مائة سنة لا يضحك وأنه رثاه بشعر , وهو كذب بحت، وما الشعر إلا منحول ملحون . و قد صح أن الأنبياء -عليهم السلام- معصومون عن الشعر . ([7])
   و يعلق شيخ المعرة على هذه الأبيات في حواره الذي قاله على لسان آدم -عليه السلام -فيقول آدم ، صلّى الله عليه: أعزز عليَّ بكم معشر أبينيَّ ! إنّكم في الضَّلالة متهوِّكون! آليت ما نطقت هذا النّظيم، ولا نطق في عصري، وإنَّما نظمه بعض الفارغين، فلا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله ! كذبتم على خالقكم وربَّكم ، ثمَّ على آدم أبيكم، ثمَّ على حوُّاء أمِّكم ، وكذب بعضكم على بعض ، ومآلكم في ذلك الأرض. ([8])
و يعرض عليه بعض الأشعار التي تنسب إليه , فيقول : فيلقى آدم -عليه السّلام- في الطّريق فيقول: يا أبانا، صلَّى الله عليك، قد روي لنا عنك شعرٌ  منه قولك :
نحن بنو الأرض وسكَّانها ... منها خُلقنا، وإليها نعود
والسَّعد لا يبقى لأصحابه ... والنَّحس تَّمحوه ليالي السُّعود
فيقول: إنَّ هذا القول حقُّ ، وما نطقه إلاّ بعض الحكماء ، ولكنِّي لم أسمع به حتى السّاعة . ([9])
لذا فإن ذلك الشعر لا يليق أن ينسب إلى آدم -عليه السلام-  و هو من جعل الله علمه حجة على الملائكة , فقوله الشعر كلام غير مسلم به.
   ثم يطلع علينا من ينسب شعراً للعمالقة ، وعاد ، وثمود , و العجيب أن هذا الشعر بلغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم .
    قال أبو زيد محمد بن الخطاب القرشي: وقد قالت الأشعار العمالقة ، وعاد ، وثمود .
 قال معاوية بن بكر بن الحبتر بن عتيك بن قرمة بن جلهمة بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح- عليه السلام- ، وكان يومئذٍ سيد العمالقة، وقد قدم إليه قيل بن عير، وكانت عاد بعثوه ولقمان بن عاد وفداً معهما ليستسقوا لهم حين منعوا الغيث ، فقال معاوية بن بكر : الوافر
أَلا يا قَيْلُ! وَيْحَكَ! قُمْ فَهَينمْ، ... لعَلَّ اللَّهَ يَصْبَحُنا غَمامَا
فَيَسْقي أَرْضَ عادٍ، إنَّ عاداً ... قَدَ أضْحَوا ما يُبينُونَ الكَلاَمَا
مِنَ العَطَشِ الشَّديدِ بأَرْضِ عادٍ ... فَقَدْ أَمْسَتْ نِساؤُهُمُ أَيامَى
وإنّ الوَحشَ تأْتيهِمْ جَهاراً، ... فَما تَخْشَى لِعَادِيٍّ سِهامَا
فَقُبِّحَ وَفْدُكُمْ مِنْ وَفدِ قَوْمٍ، ... ولا لُقُّوا التَّحِيَّةَ و السّلامَا
وقال مرثد بن سعد بن عفير ، وكان من الوفد ، وكان مسلماً من أصحاب هود - عليه السلام- : الوافر
عَصَتْ عادٌ رَسولَهُمُ، فأَمْسَوا ... عطاشاً ما تَبُلُّهُمُ السَّماءُ
وَسُيِّرَ وَفْدُهم مِن بَعدِ شَهرٍ ... فأَردَفَهُمْ مَعَ العَطَشِ العَماءُ
بِكُفرِهِمُ بِرَبِّهِـمُ جَهـاراً ... على آثـارِ عادِهِمُ العَفـاءُ  ([10])
ومن ذلك قول مبدع بن هرم من ولد عوص بن إرم بن سام بن نوح - عليه السلام-، وكان من مسلمي ثمود ، فقال يذكر الناقة و فصيلها : الوافر
وَلاذَ بِصَخْرَة مِنْ رأسِ رَضْوَىَ ... بأعلى الشِّعْبِ مِنْ شَعَفٍ مُنيفِ
فَلاذَ بـها لِكَيْـلا يَعْقِـرُوهُ ...  وَ في تَلْواذِهِ مَـرُّ الحُتُــوفِ
بِأَسْهُمِ مُصْدِعٍ، شُلَّتْ يَداهُ، ... تَشُقُّ شِعَأفَهُ شَقَّ الخَنيـــفِ
ثَكَلْتُمْ أُمَّهُ؛ وَعَقَرْتُمُوهُ، ... ولم يُنْظَرْ لَهْفُ اللّهيــــــفِ
الخنيف: جنس من ثياب الكتان، وهي الخنف، واحدها خنيف . ومصدع : الذي رمى الناقة قبل أن يعقرها قدار . ([11])
   غير أن هذه الأشعار لم يقم عليها دليل صحيح يثبتها , يقول ابن سلام الجمحي : فَنحْن لَا نُقِيم فِي النّسَب مَا فَوق عدنان وَلَا نجد لأولية الْعَرَب المعروفين شعرًا فَكيف بعاد وَثَمُود ؟!([12])
بل إن خليفة بن خياط في طبقاته  ينفي ثبوت شعر أو معرفة ما وراء معد بن عدنان فيقول : وحدثني أبو محمد العبدي , عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير وسليمان بن حثمة قالا:ما وجدنا في شعر شاعر ولا في علم عالم أحدًا يعرف ما وراء معد بن عدنان بحق ؛ لأن الله يقول : ]وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا[  ([13])  
   و يقول الرافعي : وهذا المسعودي يروي في (مروج الذهب) أشعاراً عربية للقبائل البائدة : كعاد وثمود و طسم و جديس ، وهي روايات لا يقيدها بتاريخ ولا يحدها بزمن ؛ فيمكن على ذلك أن تدخل في غمار المفتريات والأقاصيص .
   ولكنا رأيناه يذكر ممن كان في الفترة ، أسعد أبا كرب الحميري أول من كسا الكعبة الأنصاع والبرود ، قال : وكان مؤمناً ، وآمن بالنبي –صلى الله عليه وسلم- قبل أن يبعث بسبعمائة سنة ، ثم استدل على ذلك بشعر نسبه إليه ، وهذا منتهى العجب . ([14])
   بل إن الشعر الذي ينسبونه إلى هذه القبائل تظهر عليه ملامح الصنعة ,  فهذا السهيلي صاحب الروض الأنف دوّن شعرًا أخذه من كتاب أبي بحر سفيان بن العاصي زعم أنه وجد في بئر باليمامة، وهي بئر طسم و جديس، في قرية يقال لها معنق بينها وبين الحجر ميل ، وكان مكتوبًا على ثلاثة أحجار، كتبها قوم من بقايا عاد ، غزاهم تبع ... ولو لم يكن هذا الشعر من النوع المصنوع، لكان من أقدم ما وصل إلينا من الشعر الجاهلي ولا شك . ([15])
   و إذا ما انتهينا من عدم ثبوت أولية الشعر لآدم -عليه السلام -, و كذا عاد و ثمود , و غيرهم طلع علينا من يدعي تقديم قصائد من عهد إسماعيل -عليه السلام- , فهذا نجيب محمد البهبيتي يذكر في كتابه ( الشعر العربي في محيطه التاريخي القديم ) بأن أبا الشعر العربي الأول نَبيّ وهو إسماعيل أبو الشعر العربي نشأ بعمله في العاربة، واتخذ أول أشكاله على صورة أناشيد يتغنى بها المصلون في صلاتهم بالمعبد، ينظمها لهم إمامهم الديني الذي تولى قيادتهم الدينية بعد أن ترك أبوه له رعايتهم وتعليمهم دين التوحيد الجديد.. ولذا وجد إسماعيل نفسه مسؤولاً عن الصغيرة والكبيرة فيه فهو الإمام ، وهو ناظم الأناشيد ، وهو مرتلها ، والمصلون من ورائه يرددون ، والصلاة في المعابد الأولى كلها كانت أناشيد منظومة ، تُغنى و تصحبها الموسيقى , وإسماعيل هو الموجه لهذا كله ، وهو القائم به وعليه.
   وقد أكسب هذا الماضي الأول الشعر قدسية النبي التي لزمته حتى آخر العهد الجاهلي حتى إن العرب الذين لقنوا هذا المعنى في تاريخهم كله لما تقدم إليهم النبي بالقرآن باعتباره وحيا من الله قالوا له : بل هو شعر مثل الذي كان يُوحى من قبله للشعراء ، فشأنه فيما أوحي إليه شأن غيره من الشعراء فيما يوحى إليهم : أي:( يدافعونه عن ملك ظنوه طالبه ) ([16])

يقول محمد بلوحي : وهي قراءة تنطلق من فرضية تحتاج إلى أدلة موثقة تعضد به ما تذهب إليه ، لأن مسألة نسبة بداية الشعر العربي القديم إلى إسماعيل عليه السلام تحتاج إلى ترو وتمحيص دقيق حتى لا نبني أحكاماً علمية بهذه الأهمية على فرضيات غير مؤسسة . ([17])  يربط البهبيتي قدسية الشعر عند العرب بالاعتقاد الذي كانت العرب تعتقده من أن الشاعر كان يقوم في قومه مقام النبي، ويحتج بما روي عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال : كانت الشعراء عند العرب في الجاهلية بمنزلة الأنبياء في الأمم . ([18])و هو ربط عجيب لا يقطع به أحد . و لنا في ذلك قول الزمخشري السابق ذكره : و قد صح أن الأنبياء عليهم السلام معصومون عن الشعر .
   فإذا ما تركنا ذلك وجدنا بعض الباحثين المحدثين يحاولون إثبات ( ميلاد الشعر العربي سبق انفجار سيل العرم ) قبل الميلاد بنحو قرن , و أن هذا يرجع بميلاد هذا الشعر إلى أكثر من سبعة قرون قبل الإسلام . و هذا ( ضرب من الوهم يعوزه الدليل الصحيح , و لا تؤيده النصوص المتهمة التي يعتمد عليها ) . ([19])
    أما من فَجَّر هذه القضية , و أرسى قواعدها فإنه يجعل عمر الشعر يمتد بين القرن والقرنين قبل ظهور الإسلام على أكثر تقدير , فهذا الجاحظ يقرر أن عمر الشعر العربي قصير بالمقارنة مع عمر الإنسانية السحيق ، فهو كما يقول  ( وأما الشعرُ فحديثُ الميلاد صغير السنِّ أوّلُ من نَهَجَ سبيلَه وسهَّل الطريقَ إليه : امرؤ القيس بن حُجْر ومُهَلْهِل بنُ ربيعة )...( فإذا استظهرنا الشعرَ وجدنا له إلى أن جاء اللّه بالإسلام خمسين ومائةَ عام وإذا استظهرنا بغاية الاستظهار فمائتي عام ) . ([20])
   و يعلق الدكتور محمود شاكر على قول الجاحظ فيقول : و هذا الأسلوب الحسابي لا يغني و لا ينفع إلا في أمر واحد لا غير , هو تحديد عمر ما بلغنا من شعر مهلهل و ابن أخته امرئ القيس لا أكثر . ([21])
   و يقول أيضاً : و هذا الأسلوب من النظر في تقدير عمر الشعر العربي , أسلوب حسابي بحت . والحساب وحده لا يكاد يغني شيئًا في ميلاد الشعر و حداثته . لم ينظر أبو عثمان , أو لم يبال أن ينظر , في شعر  امرئ القيس نفسه , كيف جاء موزونًا مقفى على ضروب مختلفة من الأوزان و القوافي معروفة عنده في شعر مهلهل و ابن أخته الذي ورث عنه الشعر . و لم يبال أن يأمر نفسه أن تنظر , كما أمرنا أن ننظر في موت زرارة , كيف تسنى لمهلهل و ابن أخته أن يستحدثا هذا القدر في البحور المختلفة و الأوزان و القوافي ؟ و لا كيف يمكن أن يقع لهما هذا القدر من الإبداع جملة على غير مثال سابق ؟ و أسئلة أخرى كثيرة . ([22])
لكن الجاحظ الذي افترض أن البداية الأولى للشعر العربي كان على يد امرئ القيس و  المهلهل بحوالي 150 عاماً ، وعلى أكثر تقدير 200 عاماً قبل الإسلام، نجده في موضع آخر من كتابه الحيوان يفترض تقديراً آخر مناقضاً لتقديره الأول، يقول فيه: ( وقد قيل الشعر قبل الإسلام في مقدار من الدهر أطول مما بيننا اليوم وبين أول الإسلام، وأولئك عندهم أشعر ممن كان بعدهم) . ([23])
 وبما أنه قد ألف كتابه "الحيوان" الذي ذكر فيه هذا الافتراض في آخر حياته بعد مقتل المتوكل سنة 247هـ؛ فإن الفترة التي اقترحها في القول الأول تناقض الفترة التي اقترحها في القول الثاني وذلك أن الفترة التي اقترحها في قوله الثاني للبدايات الأولى للشعر تتجاوز 230 عاماً تقريباً قبل الإسلام. ([24])
   و يمكننا أن نؤيد الرأي الذي ذهب إليه الجاحظ على اعتبار الشعر الذي وصل إلينا , يقول الدكتور  جواد علي : " العلماء من العرب الذين قالوا بمدة مائة وخمسين سنة تقريبًا للشعر الجاهلي، لم يبعدوا عن الصواب إذا فرضنا أنهم إنما أرادوا بذلك ما وصل إلينا من الأشعار القديمة" . ([25]) و يقول الرافعي : والذي عندنا أن أولية الشعر العربي لا ترتفع عن مائتي سنة قبل الهجرة ، ولا يذهب عنك أننا لا نريد بالشعر التصورات والمعاني , ... ، وكذلك لا نريد بالشعر مطلق ما اصطلحوا على وصفه من ذلك،... وإنما نريد بالشعر هذا الموزون المقفى، باللغة التي وصلت إلينا . ([26])
    كما أن ما وصلنا من الشعر إلا أقله , فكيف بأولية الأكثرية المفقودة ؟  قال أبو عمر بن العلاء : ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله , و لو جاءكم وافر ًا لجاءكم شعر و علم كثير . ([27])  , و كما قال ابن سلام : لَا يحاط بِشعر قَبيلَة وَاحِدَة من قبائل الْعَرَب وَكَذَلِكَ فرسانها وساداتها وأيامها ([28])
   و لعل الجاحظ في تحديده للفترة الزمنية لأولية الشعر قد اعتمد على حدث مشهور عند العرب هلهل فيه الشعراء الشعر و هو حرب البسوس . يقول الدكتور يوسف خليف : ( و في أغلب الظن أن هذه الحرب هي التي شهدت الأولية الناضجة للشعر الجاهلي , فقد أظهرت جماعة من الشعراء نهضوا بفن الشعر نهضة قوية أخرجته من الدوائر الشعبية التي كان يدور فيها إلى الدائرة الرسمية , حيث نرى القصيدة العربية في صورتها الناضجة التي تسيطر عليها مجموعة من التقاليد الفنية الثابتة , و تتحكم فيها طائفة من القوانين المحكمة الدقيقة حققها لها شعراء هذه المرحلة من تاريخ الجزيرة العربية ) . ([29])
و يقول : ( فالقصيدة العربية كما أظهرتها حرب البسوس لا تمثل الأولية الأولى للشعر الجاهلي , و إنما تمثل الأولية الناضجة المكتملة التي لم يصل إليها الشعراء إلا بعد أن مروا بتجارب طويلة متعددة مارسوا فيها قول الشعر , و حاولوا الوصول بالعمل الفني إلى صورة ثابتة محددة التقاليد و القوانين ) . ([30])
   لذا فإنه من ذهب إلى أن التأريخ لأولية الشعر العربي بعصر المهلهل وامرئ القيس، مذهب لم تستغه القراءة الحديثة معتمدة في ذلك على أن الشعر العربي الذي استوى على هذه الدرجة الفنية الراقية والصنعة المتميزة والموسيقى المبدعة يبرهن على أن هناك مراحل متقدمة تعد بالقرون ،كانت فترة اختمار وتبلور واستواء قبل أن ينضج بهذا الشكل المتميز عند أقدم شاعرين وصل إلينا شعرهما كالمهلهل وامرئ القيس , فالشعر يتشكل تدريجياً , فلا يعقل أن ينطلق امرئ القيس ومن زامنه من الشعراء الفحول من فراغ فيبدعون ويضيفون الشيء الكثير للقصيدة العربية دون الإفادة من التجارب السابقة مهما كان مستواها الفني , كذا من يقرأ شعر المهلهل , و الشنفرى , و تأبط شراً , و هم من نوابغ القرن الخامس و أوائل السادس يرى فيه من البلاغة و الانسجام ما لا يجوز الحكم معه بأنهم كانوا في طليعة شعراء العرب . 
   فإذا ما ابتعدنا قليلاً و جدنا كثيراً من المستشرقين ـ وبخاصة مرجوليوث على وجه الخصوص ـ حاولوا إثبات أن البداية الحقيقية للشعر العربي إنما ظهرت بعد الإسلام لا قبله , فنجده يقول ( والكمية الهائلة من النقوش التي ترجع إلى ما قبل الإسلام والتي نملكها الآن مكتوبة بعدة لهجات ، ليس فيها شيء من الشعر.. ولا يمكن أن تستنتج من النقوش العربية أنه كانت لدى العرب أية فكرة عن النظم أو القافية ، على الرغم من أن حضارتهم في بعض النواحي كانت متقدمة جداً.. فإن كان القرآن يتحدث عن الشعر على أنه شيء يحتاج إلى تعلم، فمن المعقول أن نفترض أنه يشير إلى تلك الصنعة التي تستلزم العلم بالأبجدية، لأن القافية العربية تقوم في تكرار نفس المجموعة من الحروف الساكنة ، والعلم بنظام نحوي ، لأن النظم يتوقف على الفارق بين المقاطع الطويلة والقصيرة، وارتباط بعض النهايات ببعض المعاني، فيمكن إذن أن يكون ما يشهد عليه القرآن هو أنه قبل ظهوره كان بين العرب الكهان المعروفين بأنهم شعراء ، ومن المحتمل أن لغتهم كانت غامضة ، كما هي الحال لأي ألوان الوحي ) . ([31]) و هذا مخالف للواقع و التاريخ , و ضرب للغة العرب التي حفظها الشعر , و قد تصدى لهذه القضية فرسان اللغة و أربابها , فلتراجع في مظانها .   
    فإذا ما تركنا من أثبتوا أولية الشعر العربي و جدنا فريقاً آخر يؤكدون أنه ليس للشعر أول يوقف عليه , فهذا ابن سلام الجمحي يروي عن عمر بن شبة أنه ليس للشعر والشعراء أول يوقف عليه ، وقد اختلف في ذلك العلماء ، وادعت القبائل كل قبيلة لشاعرها أنه  الأول.. فادعت اليمانية لامرئ القيس ، وبنو أسد لعبيد بن الأبرص ، وتغلب لمهلهل، وبكر لعمرو بن قميئة والمرقش الأكبر ، وإياد لأبي دواد.. وزعم بعضهم أن الأفوه الأودي من أقدم هؤلاء ، وأنه أول من قصد القصيد ، قال: وهؤلاء النفر المدعى لهم التقدم في الشعر متقاربون ، لعل أقدمهم لا يسبق الهجرة بمئة سنة أو نحوها . ([32])
و هذا الخبر نقله أيضاً السيوطي في المزهر في علوم اللغة وأنواعها فقال : قال عمر بن شبّة في طبقات الشعراء : للشعر والشعراء أولٌ لا يُوقَفُ عليه . ([33])
  و يشير جواد عليّ إلى أن أولية الشعر الجاهلي لا يمكن أن نقر ببدايتها بنحو قرن أو قرنين قبل ظهور الإسلام فيقول : أما إذا كان قصدهم أن نظم القصيد كان قد بدأ في هذا الوقت ، وأن الشعر بالمعنى الاصطلاحي المفهوم منه لم يظهر عند العرب، إلا قبل قرن أو قرنين عن الإسلام، فذلك خطأ في الرأي، وفساد في الحكم. فالشعر أقدم من هذا العهد بكثير، وقد أشار المؤرخ (سوزيموس ZOSIMUS ) إلى وجود الشعر عند العرب، وهو من رجال القرن الخامس للميلاد، وإلى تغني العرب بأشعارهم، وترنيمهم في غزواتهم بها، وفي إشارته إلى الشعر عند العرب دلالة على قدم وجوده عندهم، واشتهاره شهرة بلغت مسامع الأعاجم ، فذكره في تأريخه . ([34])
   و يؤكد بروكلمان لنا أن أي قول يذهب إليه أي باحث في هذه المسألة هو قول احتمالي لا يقيني ، خاضع لمبدأ الأخذ والرد فيقول في كتابه تاريخ الأدب العربي الفصل الثاني تحت عنوان أولية الشعر : ( ولا تستطيع رواية مأثورة أن تقدم لنا خبراً صحيحاً عن أولية الشعر، وإذاً فلا يسعنا إلا أن نستخلص من الملابسات المشابهة عند شعوب بدائية أخرى نتائج معينة يمكن تطبيقها أيضاً على العرب، إذا قدمت الأحوال الممكن التعرف عليها عند هؤلاء نقاطاً يعتمد عليها في ذلك ) ([35])
   و مما يزيد الأمور تعقيدًا ما قاله ثعلب في أماليه نقلًا عن الأصمعي أنه قال : أول مَنْ يُروَى له كلمة تبلغ ثلاثين بيتاً من الشعر مهلهل ثم ذُؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم ثم ضَمْرة رجل من بني كنانة والأضبط بن قريع .
 قال : وكان بين هؤلاء وبين الإسلام أربعمائة سنة , وكان امرؤ القيس بعد هؤلاء بكثير .
 و قال ابن خالويه في كتاب : ليس أول من قال الشعر ابن حذام . ([36])
   فإذا كان هؤلاء هم أول من يروى له كلمة تزيد عن ثلاثين بيتًا , فكيف بمن روي عنهم أقل من ذلك ؟ فأين هم ؟ و أين أشعارهم ؟ و بأي لغة نقل هذا الشعر ؟ و هل كانت ألسنة العرب موحدة قبل نزول القرآن ؟ و نحن عندنا نصوص على اختلاف ألسنة العرب .ذكر ابن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء قول أَبُي عَمْرو بن الْعَلَاء فقال : قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء فِي ذَلِك : مَا لِسَان حمير و أقاصى الْيمن الْيَوْم بلساننا وَلَا عربيتهم بعربيتنا فَكيف بِمَا عَليّ عهد عَاد وَثَمُود .  ([37])  و قال أيضًا : وَلَكِن الْعَرَبيَّة الَّتِي عَنى محمد بن عَليّ اللِّسَان الذي نزل به القرآن وَمَا تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب على عهد النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتلك عَرَبِيَّة أُخْرَى غير كلامنا هَذَا . ([38])
    إذن نحن أمام قضية ( لا نملك عنها نصوصًا مدونة عن مبدأ الشعر عند العرب، وعن كيفية ظهوره وتطوره إلى بلوغه المرحلة التي وصلها عند ظهور الإسلام ؛ بل إن العلماء لم يعثروا على شعر مدون بقلم جاهلي ، ليكون لنا نبراسًا يعيننا في تكوين صورة عن ذلك الشعر وعن هيكله ومادته التي تكون منها. وكل ما نعرفه عن هذا الشعر مستمد من موارد إسلامية، أخذت علمها به من أفوه الرواة، فلما جاء التدوين دوّن ما وعته الذاكرة مما أخذته عن المتقدمين بالرواية، فثبت واستقر، بعد أن كان المروي عرضة للتغيير والتحريف كلما تنقل من لسان إلى لسان، ومن وقت إلى وقت). ([39])
إذن يمكننا القول أخيرًا إنَّ الشعر قد بدأ  « بداية متحررة فلم يكن الإنسان في بادئ أمره بالشعر يتقيد بالوزن والقافية، وإنما كان يميز بينه وبين النثر بالنغم الذي يجعله فيه وبالنبـرات التي يخـرجها مخارج الغناء، ولهـذا تجد المقطوعات الشعرية القديمة التي وصلت إلينا مدونة في كتابات مختلف الشعوب لا تشبه الشعر المعروف، إذ فيه تحرر، وفيه اعتماد على الترنم والإنشاد وعلى فن الإلقاء، أما الاعتبارات الفنية المعروفة، فهي من عمل الشعراء المتأخرين الذين أحلوا الوزن محل الإلقاء، ووضعوا قواعد معينة في نظم الشعر . فلم تكن الأبيات الشعرية في الشعر القديم متساوية، ولم تكن هناك قواف بالضرورة، حتى إنك لا تستطيع تمييز القطعة الشعرية عن غيرها إلا بالإنشاد » ([40])




الخاتمة :
إن بداية ظهور الفن بعامة والشعر بخاصة عند الإنسان قضية موغلة في القدم، لا يمكن الجزم فيها بحكم ، ولا سيما أن الأدلة المادية قليلة ، أو منعدمة في بعض المواطن , كما أننا أمام حلقة مفقودة من حلقات تطور الشعر الجاهلي , فالبداية الحقيقة لقول الشعر مشوبة بالضبابية والأحكام غير المؤسسة على معايير علمية من شأنها أن تزيل الغموض الذي شاب البدايات الأولى للشعر العربي القديم .
لذا , فليس من اليسير أن نحدد بداية العصر الجاهلي بصورة يقينية ، أو أن نضع أيدينا على أولية الشعر العربي ؛ فليس بين أيدينا وثائق تاريخية أو أدبية تحدد هذه البداية الغامضة , و من ثم نستطيع أن نقول بكل أريحية : إن البداية الحقيقية الأولى للشعر الجاهلي مجهولة لدينا , و يدل على ذلك أن بدايات الشعر الجاهلي التي وصل إلينا بدايات ناضجة بالضرورة و على مبدأ التطور و الارتقاء قد سبقت بدورها ببدايات متعثرة لم تنقل إلينا , و ساعد على ذلك أن شعراء العرب الأوائل لم يكتبوا أشعارهم , و إنما كانت تنقل عن طريق الرواية , و العرب لا ينقلون , أو يروون إلا الشعر الجيد .





المراجع :
1 ـ  الألوسي , شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني , روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني , تحقيق: علي عبد الباري عطية, ط 1 , دار الكتب العلمية – بيروت ، 1415 هـ  .
2 ـ  أبو عمرو خليفة بن خياط , طبقات خليفة بن خياط , تحقيق : سهيل زكار , دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع , 1993  م    .
3 ـ  البهبيتي , نجيب محمد ,الشعر العربي في محيطه التاريخي القديم , دار الثقافة للنشر والتوزيع , المغرب ط1 , 1987 م  .
4 ـ الجاحظ , أبو عثمان عمرو بن بحر , الحيوان , تحقيق : عبد السلام هارون , ط 2 , القاهرة ـ مصر , طبعة الحلبي , 1967 م  .
5 ـ الجمحي , ابن سلّام ,طبقات فحول الشعراء , تحقيق: محمود محمد شاكر , دار المدني , القاهرة ـ مصر , د . ت , د . ط  .
6 ـ  جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام,  دار الساقي , بيروت , ط  4,  2001  م .
7 ـ الرازي أبو حاتم أحمد بن حمدان كتاب الزينة في الكلمات العربية الإسلامية , تحقّيق: حسين بن فضل الله الهمداني  , مركز الدراسات والبحوث , اليمني - صنعاء , ط 1  , 1995م   .
8 ـ  الرافعي مصطفى صادق , تاريخ آداب العرب , مكتبة الإيمان , المنصورة ـ مصر , ط 1 , 1997  م .
9 ـ  الزمخشري , أبو القاسم محمود بن عمر ,  الكشاف عن حقائق التنزيل , تحقيق : عبد الرزاق المهدي , دار إحياء التراث العربي – بيروت .
10 ـ عادل الفريجات الشعراء الجاهليون الأوائل. دار المشرق. بيروت , ط 1 , 1994 م
11 ـ  السيوطي, جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر , المزهر في علوم اللغة وأنواعها , تحقيق : فؤاد علي منصور, دار الكتب العلمية  - بيروت ,الطبعة الأولى ، 1998 م .
12 ـ  عماد الدين , أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير , البداية والنهاية , تحقيق : الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي , دار هجر  , القاهرة , ط 1 ,  2003م  .
13 ـ القرشي , أبو زيد , محمد بن أبي الخطاب , جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام , تحقيق: علي محمد البجاوي ,  نهضة مصر , القاهرة , د . ط , 1981 م .
14 ـ القرطبي , أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري , الجامع لأحكام القرآن , تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش , دار الكتب المصرية – القاهرة , ط 2، 1964 م .
15 ـ محمود محمد شاكر  قضيه الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام , مطبعه  المدني , القاهرة ـ مصر , ط 1  , 1997 م  .
16 ـ  المعري , أبو العلاء , رسالة الغفران تحقيق د. عائشة بنت عبد الرحمن  ,ط 9 , دار المعارف, القاهرة ـ مصر ,  1977م    .
17 ـ  يوسف خليف , دراسات في الشعر الجاهلي , دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع , القاهرة , 1981 م .
المراجع الأجنبية :
1 ـ  إرنست كاسيرر: الدولة والأسطورة - تر: أحمد حمدي محمود - مراجعة أحمد خاكي الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة 1975 م  .
2 ـ  مرجوليوث , ديفيد صمويل , نشأة الشعر العربي ضمن كتاب: دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي: ترجمة  عبد الرحمن بدوي , دار العلم للملايين , ط1  , لبنان , 1979 م .
المجلات :
1 ـ باديس , فوغالي , أولية الشعر والنقد القديم  , مجلة الموقف الأدبي , العدد 398  , حزيران  2004 م .
2 ـ بلوحي , محمد ( آليات الخطاب النقدي العربي الحديث في مقاربة الشعر الجاهلي ) بحث في تجليات القراءات السياقية , مجلة التراث العربي , العدد 81  و 82  2001 م .






([1] ) الجاحظ , أبو عثمان عمرو بن بحر , الحيوان , تحقيق : عبد السلام هارون , ج 1 , ط 2 , القاهرة ـ مصر , طبعة الحلبي , 1967 م  , ص 71 و 72 .
([2]) القرشي , أبو زيد , محمد بن أبي الخطاب , جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام , تحقيق: علي محمد البجاوي ,  نهضة مصر د ط , 1981 م , ص 31 .
([3]) في بعض الطبعات ( أقوال ) و هو بعيد عن المقصود من الكلام  .
([4]) عماد الدين , أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير , البداية والنهاية , تحقيق : الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي , ج 1 , دار هجر , القاهرة , ط 1 ,  2003م , ص 105 .
([5]) القرطبي , أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري , الجامع لأحكام القرآن , تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش , دار الكتب المصرية – القاهرة , ط 2 ، 1964 م ج 6 ص 140 .
([6]) الألوسي , شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني , روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني تحقيق: علي عبد الباري عطية , ج 3 , ط 1 , دار الكتب العلمية – بيروت ، 1415 هـ , ص 285 و 286 .
([7]) الزمخشري , أبو القاسم محمود بن عمر ,  الكشاف عن حقائق التنزيل , تحقيق : عبد الرزاق المهدي , ج 1 , دار إحياء التراث العربي – بيروت , د . ط , د . ت , ص 660 .
([8]) المعري , أبو العلاء , رسالة الغفران تحقيق د. عائشة بنت عبد الرحمن  , ط 9, دار المعارف, القاهرة ـ مصر ,  1977م , ص 364   .
([9]) السابق , ص 360
([10]) القرشي , أبو زيد , محمد بن أبي الخطاب , جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام , تحقيق: علي محمد البجاوي ,  نهضة مصر , د ط , 1981 م , ص 32 , 31 .
([11]) السابق , ص  33 .
([12]) الجمحي , ابن سلّام ,طبقات فحول الشعراء , تحقيق: محمود محمد شاكر , ج1  , دار المدني , القاهرة ـ مصر , د . ط , د . ت ,   ص 11  .
([13]) أبو عمرو خليفة بن خياط , طبقات خليفة بن خياط , تحقيق : سهيل زكار , ج1  , دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , د . ط , 1993 م  , ص 26  .
([14]) الرافعي , مصطفى صادق , تاريخ آداب العرب , مكتبة الإيمان , مصر , الطبعة الأولى , 1997  م , ج 213   .
([15]) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام,  دار الساقي , ج 17 , بيروت , ط 4 , 2002م ص 409 .
([16]) البهبيتي , نجيب محمد ,الشعر العربي في محيطه التاريخي القديم , دار الثقافة للنشر والتوزيع , المغرب , ط1 ,1987 م, ص 71.
([17]) بلوحي , محمد ،( آليات الخطاب النقدي العربي الحديث في مقاربة الشعر الجاهلي ) بحث في تجليات القراءات السياقية , مجلة التراث العربي , العدد 81  و 82 ,  2001 م ص 277 و  . 278
([18]) الرازي أبو حاتم أحمد بن حمدان ،كتاب الزينة في الكلمات العربية الإسلامية , تحقّيق: حسين بن فضل الله الهمداني  , مركز الدراسات والبحوث , اليمني - صنعاء  , ط 1 , 1995م ص 105  .
([19]) يوسف خليف , دراسات في الشعر الجاهلي , دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع , القاهرة , د . ط , 1981 م , ص 39.
([20]) الجاحظ , أبو عثمان عمرو بن بحر , الحيوان , تحقيق : عبد السلام هارون , ج 1  , طبعة الحلبي , القاهرة , ط 2 , 1967 م , ص 59.
([21]) محمود محمد شاكر ,  قضيه الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام , مطبعه  المدني , القاهرة ـ مصر , ط 1 ,1997 م  ص14 .
([22]) السابق ص 13 .
([23]) الجاحظ , أبو عثمان عمرو بن بحر , الحيوان , تحقيق : عبد السلام هارون , ج 6 , ط 2 , القاهرة , طبعة الحلبي , 1967 م ,  ص277.
([24]) باديس , فوغالي , أولية الشعر والنقد القديم  , مجلة الموقف الأدبي , العدد 398 , حزيران  2004 م ص 100 .
([25]) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام,  دار الساقي , بيروت , الطبعة الرابعة , 2001م , ج 17  , ص 410 نقلًا عن كارلو نالينو، تأريخ الآداب العربية "ص68 وما بعدها"، "الطبعة الثانية، القاهرة 1970م، دار المعارف بمصر".
([26]) الرافعي مصطفى صادق , تاريخ آداب العرب , مكتبة الإيمان , المنصورة ـ مصر , الطبعة الأولى , 1997  م , ج 2 ص 15 
([27]) الرازي , أبو حاتم أحمد بن حمدان , كتاب الزينة في الكلمات العربية الإسلامية , تحقّيق: حسين بن فضل الله الهمداني  , مركز الدراسات والبحوث اليمني - صنعاء  , الطبعة الأولى 1995 م ص 106  .
([28]) الجمحي ابن سلّام ,  طبقات فحول الشعراء , تحقيق: محمود محمد شاكر , دار المدني – القاهرة , مصر ,   ج1 ص 3  .
([29]) يوسف خليف , دراسات في الشعر الجاهلي , دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع , القاهرة , 1981 م , ص40
([30]) السابق , ص41 .
([31]) مرجوليوث , ديفيد صمويل , نشأة الشعر العربي ضمن كتاب: دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي: ترجمة  عبد الرحمن بدوي , دار العلم للملايين , ط1 , لبنان , 1979 , ص: 90 و91  .
([32]) إرنست كاسيرر: الدولة والأسطورة - تر: أحمد حمدي محمود - مراجعة أحمد خاكي الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة , د . ط , 1975 م  , ص:41.
([33]) السيوطي, جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر , المزهر في علوم اللغة وأنواعها , تحقيق : فؤاد علي منصور , ج 2  , دار الكتب العلمية  - بيروت ,الطبعة الأولى ، 1998 م, ص 404 .
([34])جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام,  دار الساقي , بيروت , الطبعة الرابعة , 2001م , ج 17 , ص 410 .
([35]) كارل بروكلمان: تاريخ الأدب العربي - تر: عبد الحليم النجار , دار المعارف , القاهرة , ج 1 , ط 5  , 1959 م , ص 44 .
([36]) السيوطي, جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر , المزهر في علوم اللغة وأنواعها , تحقيق : فؤاد علي منصور , ج 2  , دار الكتب العلمية  - بيروت ,الطبعة الأولى ، 1998 م, ص 404
([37]) الجمحي ابن سلّام ,  طبقات فحول الشعراء , تحقيق: محمود محمد شاكر , دار المدني – القاهرة , مصر ,   ج1 ص 11  .
([38]) السابق , ص 10  .
([39]) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام دار الساقي الطبعة الرابعة , 2001م , ج 17 , ص 406
([40]) السابق , ص 126

No comments:

Post a Comment