Sunday, January 17, 2016

الاسلوبية في الأدب العربي - تحليل نص (استقبال القمر) للشاعر إبراهيم ناجي


المقدمة:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين وهادي الأمة إلى صراط الله المستقيم، وبعد:
كَوَّنَتْ اللسانيات الحديثة مادة خاماً تشكلت منها وتطورت عنها مناهج جديدة نظر كل منها إلى النص الأدبي من جهة ، إلا أنها جميعاً تعتمد على اللغة أساساً لها في قراءتها النص الأدبي، فمن البنيوية بفروعها إلى التفكيكية ومن الأسلوبية والتداولية إلى الشعرية إلى السيميائية . وهذا التعدد في المدارس اللسانية ما كان إلا إغناءً لتعدد قراءات النص الشعري ، إذ يمكن أن نتناول النص من عدّة مناحٍ تبعاً للمنهج المختار ،فبات النص نصوصاً أخرى لم تكن لنراها إلا بعدسة تلك المدارس المتنوعة. وقد وقع اختيارنا على الأسلوبية لما لها من رؤية عميقة للنص الأدبي إذ تتناوله بلاغياً وجمالياً ودلالياً ، وبذلك تصبح مكونات الجملة معاني مسطحة ، وأخرى عميقة تصل إليها الدراسة الجادّة .
و يعترف كثير من الدارسين أن كلمة " أسلوبية " لا يمكن أن تعرّف بشكل مُرْضٍ ، وقد يكون هذا راجعاً إلى مدى اتساع الميادين التي صارت هذه الكلمة تطلق عليها ، إلاّ أنه يمكن القول إنها تعنى بشكل من أشكال التحليل اللغوي لبنية النّص ، ومن ثمّ يمكن تعريف الأسلوبية بأنها فرعٌ من اللسانيات الحديثة مخصصٌ للتحليلات التفصيلية للأساليب الأدبية أو للاختيارات اللغوية التي يُقوِّم بها المتحدثون والكتاب في السياقات أو البيئات الأدبية وغير الأدبية .
إنّ تعدّد مسميات الأسلوبية ، وتعدّد تعريفاتها نابعٌ في الدرجة الأولى من الاختلاف حول تفسير النصوص الأدبية ،فضلاً على أنه علمٌ جديد لم تترسخ أصوله.

ومصطلح الأسلوبية لم يظهر إلا في بداية القرن العشرين مع ظهور الدراسات اللغوية الحديثة ، التي قررت أن تتخذ من الأسلوب علماً يدرس لذاته، أو يوظّف في خدمة التحليل الأدبي، أو التحليل النفسي، أو الاجتماعي تبعاً لاتجاه هذه الدراسة أو تلك.


ومن هنا نستخلص بأن الأسلوبية إنما تعتمد اعتماداً كبيراً على الدراسات اللغوية التي تمهد لدراسة النص الأدبي ،لأن الناقد الأدبي على  حد تعبير – عناد غزوان - قبل كل شيء يجب أن يكون لغوياً جيداً لأنه "لا وجود لأي نص أدبي خارج حدود لغته "(1) ،وهذا يدفعنا إلى أن الأسلوبية لا تكتفي البتة ببنية النص كما هي البنيوية بل تنظر إلى ما يحيط بها نظرة شمولية تهدف من وراءها إلى خلق جماليات النص الأدبي وتنويره للقارئ،ويتحدد المنهج الأسلوبي وفق خمسة اتجاهات(2):
1-   الأسلوبية الصوتية: التي تهتم بالأصوات والإيقاع والعلاقة بين الصوت والمعنى.
2-   الأسلوبية الوظيفية: وتهتم بدارسة العدول أو ما يسمى بالانحراف أو الانزياح.
3-   الأسلوبية التعبيرية :وكان رائدها بالي الذي شق الطريق للتفريق بين أسلوبين أحدهما ينشد التأثير في القارئ والآخر لا يعنيه إلا إيصال الأفكار بدقة .
4-   الأسلوبية الإحصائية :تقوم على دراسة ذات طرفين، أولهما :هو التعبير بالحدث،والثاني هو التعبير بالوصف، ويعني الأول بالكلمات أو الجمل التي تعبر عن حدث وبالتالي الكلمات التي تعبر عن صفة ،ويتم احتساب عدد التراكيب والقيمة العددية الحاصلة تزيد أو تنقص تبعاً لزيادة أو نقص عدد الكلمات الموجودة في هذه التراكيب، وتستخدم هذه القيمة في الدلالة على أدبية الأسلوب .
5-   الأسلوبية النحوية: تهتم بدراسة العلاقات والترابط والانسجام الداخلي في النص وتماسكه عن طريق الروابط التركيبية المختلفة .

و على هذا ،فإن الأسلوبية تواصل تأملها لعالم النص عن طريق القراءة المتعددة الوجوه ، وتتحدد هذه الاتجاهات بعضها مع بعض في كيان عضوي يجذب القارئ ، ويستثير تساؤلاته .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أصداء دراسات أدبية نقدية،د.عناد غزوان، بتصرف.
(2) في النقد والنقد الألسني ،د. إبراهيم خليل
نص: (استقبال القمر نموذجاً) (1)
أَقبِـــلْ بموكبك الأغر                  
                   مـــا أظمأَ الأبصارَ لكْ
                   العينُ بعدَكَ ياقمـــر
                                                         عمياءُ! والدنيا حَلَـــكْ
                                             
                                 تضمـــي وراءَ سحابةٍ                   
                 تـــحنو عليك وتلثمُك
                  وأنا رهـــــينُ كآبــةً                   
                                                        بخواطــــــري أتوهمّكْ
                     
******
              كن حيث شئتَ فما أنا
إلا معنّى بالمحـــــــــال               
أغدو لقدســــــك بالمنى                                                                
                  وأزورُ عرشَكَ بالخيالْ


******

وأقولُ صــــــــــبراً كلّما                                                         
  عزّ الفكاك على الأسيرْ                  
روحـــــي وروحُــكَ ربّما                                                            
               طابا عناقاً في الأثــيرْ 

******
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شرح ديوان إبراهيم ناجي،دار الفكر العربي،بيروت ،ص70،ط1،2001
مهـــما تسامى موضعك                                                      
                            وعلا مكانك في الوجودْ
       فأنا خيــــــــــالك أتبعكْ 
                            ظمآن أرشـــف ماتجودْ

******
     قـــمرُ الأماني يا قـــمرْ                  
                                 إني بِهــــمٍّ مســـــــقمِ
      أنت الشفــــــــاء المدّخرْ                      
                                  فاسكبْ ضياءَكَ في دمي

******
       أَفرغْ خلودَكَ في الشــبابْ
                                  واخلعْ على قلبي الصّفاءْ
               أســـفاً لِعُمْرٍ كالحبابْ    
                                  والكـــــأسُ فائضة شقاءْ

******
     خـــذني إليك ونّجني      
                                 مــما أعاني في الثـرى
               واهــاً لأحـــلام طوال                     
                                 وأنا وأنت بمـــــــــعزلِ
     تعلـــو قـــمم الجبال
                              ونرى الـــــعوالمَ مِنْ عَلِ
تحليل النص أسلوبياً:
يوحي عنوان القصيدة بنوع من التفاؤل ، أو الفرح ، فالاستقبال يكون لضيف عزيز نسعد بقدومه ، أو لشخص عظيم نفرح بلقائه ، والوزن القصير المرن ( مجزوء الكامل ) يزيد القصيدة إشراقاً وجمالاً، و مناجاة القمر تستمر مع الشاعر من بداية القصيدة إلى آخرها ، وقد لاحظت امتداد الحوار بين الشاعر والقمر على طول القصيدة ، و أجد إنه من الأفضل أن أبدأ تحليلي الأسلوبي لها بملاحظة طريقة خطاب الشاعر للقمر ،والسمة البارزة لخطاب القمر هنا كثرة أفعال الأمر التي يراد بها الدعاء ،أو الرجاء ، أو التمني ، فالمقطع الأول يبدأ بفعل أمر ( أقبلْ )، والمقطع الثاني يبدأ بفعل أمر كذلك (كنْ ) ، وبعد ثلاثة مقاطع تأتي بداية مختلفة ، وهي النداء المكرر ( قمر الأماني يا قمر ) ، ويمكن أن ألاحظ هنا ما في إضافة القمر إلى الأماني من حذف حرف النداء ، كم كرر النداء بــ (يا )في ذات البيت .و في الفصل الأخير تتوالى ستة أفعال أمر في ثلاثة مقاطع ، وهي ( اسكبْ ، أفرغْ ، اخلعْ ، خذني ، نجني ، اسقني ) ، أمّا المقطع الخامس فيبدو أنه مميز عن المقطع السابق ، إذ بُدئ باسم فعل مضارع ،يدل على التعجب ( واهاً) ، وخلا من أي فعل أمر ، ويبدو أن تركز أفعال الأمر الدعائي في المقاطع الثلاثة التي سبقت المقطع الأخير يعبّر عن تصاعد انفعال الشاعر ، في حين أن خلّو المقطع الأخير منها يدل على الوصول إلى نقطة إشباع ، ويؤكد ذلك استعمال اسم الفعل الذي يدل على التعجب ، والعطف بين ضمير المتكلم ، وضمير المخاطب .
ويستوقف نظري من بين هذه الأفعال قوله في ابتداء المقطع الثالث : (كن حيث شئت ) ، فهذا الأمر يختلف عن فعل الأمر السابق  (أقبل ) ، وعن الأفعال التالية (اسكب ، أفرغْ ، اخلعْ ، خذني ، نجني ، اسقني)  التي تدل على التضرع والدعاء .
إن الذي يريد أن يقول: ( كن حيث شئت ) يريد بها نوعاً من التحدي ، وكأنه يقول: لا يهمني من أنت ، ولا ابن من تكون ، وبهذا يشعر خصمه أنه أعدّ له اللقاء المناسب.
أما إذا نظرنا إلى الصور ، فمخاطبة الشاعر للقمر ، كما لو كان إنساناً عاقلاً أمر غير مستغرب في لغة الشاعر ، فتلك الصور التي رسمها الشاعر تعبّر عن شوقه إلى الانعتاق من هموم الدنيا ، وقد عرف بسخطه على الحياة و الأحياء ، ناعياً سوء حظه ، وضياع عمره . ولكن لابد أن أتوقف عند سلبية الصور التي يرسمها لنفسه ، فهو لا يخوض صراعاً من أي نوع كان ،و إنما هو فريسة الهم ، والسقم ، والشقاء ، ولذلك فإن القمر يجب أن يصنع له كل شيء ، ويجب أن يشفيه من همه المسقم ، و أن يجعله خالداً مثله ، ويأخذه بعيداً عن عالم المعاناة هذا ، وربما خيّل إلينا قوله ( واخلع على قلبي الصفاء ) أنه يعاني نوعاً من الصراع الداخلي ، لكننا لا بدَّ أن نستعبد هذا الفهم ، حيث نجده يقول:
قدحي ترنُّق فاسقني***قدح الشعاع مطهراً
فهو (مستقبل ) فحسب ، الحياة تسقيه كل شيء ، وهو يريد شراباً صافياً ، مع أنه لم يفعل شيئاً يستحق هذه النعمة إلّا الصبر والانتظار .
و نلاحظ أيضاً أن تمثيل الشاعر للنعمة التي يرجوها من القمر قد غلبت عليها صورة (الشراب ) ، ( ما أظمأ الأبصار إليك ) ، (ظمآن أرشف ما تجود ) ، (  اسكب ضياءك في دمي ) ، ( أفرغ خلودك في الشباب ) ، وإن كانت هناك صورة لمسيّة ،وهي صورة العناق ، ( طابا عناقاً في الأثير ) ، وصورة بصرية : ( العين بعدك عمياء ) ، وثالثة مستعارة من اللبس (اخلع على قلبي الصفاء ) ، وغلبة صورة الشراب ، تجعلني أميل إلى الظن بأن في القصيدة حزمة انفعالية ترجع في منشئها إلى المرحلة الفمية في حياة الطفل ، فعلماء التحليل النفسي ، يقولون : ترتكز حياة الطفل النفسية في أشهره الأولى حول فمه ، فالفم هو مصدر المعرفة ، ومصدر الوجدان ، والنزوع جميعاً، فهو يرضع بفمه ، يحبّ بفمه ،يناغي بفمه ، ويميّز الأشياء بفمه ، والدليل على أن هذا الفم هو مصدر الأحاسيس الوجدانية لدى الإنسان في مراحل حياته الأولى ، هو أننا ربما لاحظنا أن الطفل عندما ينتهي من الرضاعة يتصبب عرقاً ، وهذا يدل على الاندماج الكامل بين الأم و الطفل ، وعندما تنزع الأم طفلها قبل إتمام الرضاعة ، فإن أمارات الفزع والغضب تبدو واضحة عليه تماماً . فالشاعر يريد أن يشعر بالاندماج الكامل بينه وبين القمر ،فيخلع عليه صفات الأم من العناق في قوله : ( طابا عناقاً في الأثير ) فهو تعبير دقيق عن عناق الأم لطفلها ، ومن الحنان في قوله :( تحنو عليك وتلثمك ) ، أما في قوله ( العين بعدك عمياء ) فهي تطابق المعروف عن اكتمال الإحساسات البصرية لدى الرضيع ، وأنها أول ما تتركز على أمه ، فالصور تغوص في أعماق العقل الباطني ، وإنْ تشرَّبت كثيراً من التجارب الواعية ، فهو - الشاعر – يعيش وسط أحلام و أماني ، وأوهام ، يحاول أن يصل إلى السعادة المفتقدة ، خلال مناجاته مع القمر ، وكأنه طفل يحاول أن يتعلق بأمه الغالية .فرؤيا الشاعر المفتقدة التي يختم بها قصيدته رؤيا التوحد مع الأم ،في وجود لا مكان فيه لغيرها ، وقد شعر بأنه مع ذلك الكائن العجيب القادر يحلّق فوق الأعالي .( 1 )
ــــــــــــــــ
(  1 ) مدخل إلى علم الأسلوب،د. شكري عياد، بتصرف.
لقد ترسمت في تحليلي للنّص الاتجاهات الأسلوبية الخمسة التي بدأت الحديث عنها في المقدمة ،( الصوتية ، والتعبيرية ، والوظيفية ، و الإحصائية ، والنحوية )، تلك الاتجاهات التي اتضحت جليّة في تحليلي .
فالمستوى الصوتي اتضح في بياني للوزن والقافية ، ومدى أثرهما على النّص ، والتعبيري في بياني استخدام الشاعر لخطابه الخاص الموحي بالحرمان ، والشوق إلى الانعتاق من هموم الدنيا ، أما على المستوى الوظيفي ، ففي مدى أثر هذا النّص على المتلقي ، والصورة التي بُلورت في نفس المتلقي فتراءت له معان جديدة ، كصورة الأم والطفل ، بالإضافة إلى اعتماده على التحليل النفسي لمراد الشاعر في إيحائه للأم من خلال حديث الشاعر للقمر . أما المستوى الإحصائي ، فتراءى من خلال أفعال الأمر التي استخدمت في القصيدة ، وكيف أثرّت فيها .
وكذلك على المستوى النحوي في عرضي لأثر العطف على الجمل والذي أدى بها إلى التماسك والترابط .
وهناك أمر آخر تهتّم به الأسلوبية ، وهي مسألة الانحراف ، أو العدول . فالقصيدة مليئة بالانحرافات ، في مثل قوله (سحابة تحنو عليك )، (اسكب ضياءك ) ، (أفرغ خلودك ) ، (قدح الشعاع )،فهذه الانحرافات من المصادر الجمالية في النّص الأدبي ، تعطيه مزيداً من التوهج ، والإثارة ، وتمارس سلطة على القارئ من عنصر المفاجأة ، والغرابة ،فهي توسع دلالات اللغة ، وتولد أساليب جديدة لم تكن دارجة ، أو شائعة في الاستعمال . وكذلك ما أحدثه التكرار لكلمة (قمر) ،فقد تكررت في القصيدة أربع مرات ، في العنوان ، وفي المقطعين الأول والسادس ، ولا يخفى ما لهذا التكرار الصوتي في النّص من قيمة إيحائية ودلالية . فقد ارتبط القمر في عنوان القصيدة بالمصور ( استقبال ) ، فإضافة القمر للمصدر أوضح أن ثمة لقاء سيأتي ، و أنّ هذا اللقاء ليس إلّا لشخص بعيد عزيز لديه، لكن هل حدث هذا اللقاء أم لم يحدث؟ لا ندري ، فما أن نصل إلى القصيدة حتى تخبرنا بأنّ هذا اللقاء لم يكن إلّا أماني و أوهاماً ، و أحلاماً تجلب الحسرات ، فارتباط القمر في المقطع الأول ( بالعين العمياء ) يدل على استيائه و يأسه من حلول هذا اللقاء بأي شكل من الأشكال ، كما هو الإنسان الأعمى الذي  لن يستطيع يوماً أن تلتقي عيناه بالدنيا ، ثم يكشف الستار عن حقيقة  مجلجلة في نفسه ، في المقطع السادس بأن هذا اللقاء الذي ينتظره حقّاً ، ما هو إلاّ أحلام وأمانٍ ، وقد تكررت كلمة قمر في هذا المقطع مرتين ، لتدل على قيمة وجدانية ، و أن هذا الشاعر قد بلغ ذروة انفعاله ، فكلمة (قمر ) في سياقها النصي هي الكلمة المحورية و الجوهرية التي سلطت أضواءها على فضاءات النص ،وبلورت جمالياته .
هذا بالنسبة إلى ذات النقد ، أما بالنسبة إلى المنهج المتّبع ، وهو المنهج الأسلوبي ، فإنه يعيد إلينا نشوة  التراث ، حيث ( نظرية النظم ) عند عبد القاهر الجرجاني فقد دعا إلى النظرة الشمولية التي تمكن القارئ من الوقوف على جماليات النّص الأدبي ، فلا يستطيع القارئ الحكم على النّص من قراءة بيت أو عدّة أبيات ، و إنما يقتضيه النظر و التأمل في القطعة الأدبية بكاملها، فلا مزيّة للألفاظ عند – الجرجاني – من غير سياق ، ولا تفاضل بينها ، وإنما تأتي مزيتها ، وأهميتها من خلال علاقة اللفظة بما سبقها من ألفاظ ، وما يليها من ألفاظ ، فاللفظة لا يمكن أن توصف إلاّ باعتبار مكانها في النظم ، وهذه من الأدلة التي يستند عليها الأسلوبيون في منهجهم النقدي.(1)
ـــــــــــــــ
(1)الأسلوبية ونظرية النص،د.إبراهيم خليل.

الخاتمة:

وبعد ، فإن الأسلوبية استطاعت أن تخترق مكونات النص الأدبي و تستظهر ما فيه من خصائص أسلوبية تساهم في بناء مجال دلالي تحرص الأسلوبية على وضعه ضمن اهتماماتها.
وقد توصلت إلى أن لكل نص خصائصه الأسلوبية المستقلة ، فما يكون في هذا النّص قد لا يكون في نص آخر، وعليه فإن اختلاف الخصائص الأسلوبية و توظيفها يؤدي دلالة معينة تكشف الأسلوبية عنها ليجد القارئ فيها معاني أخرى لم يكن يتصورها لولا التعامل مع النص أسلوبياً ، ولعل الشيء الأهم الذي لاحظته في دراسة هذا النص هو أن الخصائص الأسلوبية جميعاً جاءت مرتبطة بالنسيج العام للنّص ، وما توظيفها فيه و الإتيان بها إلا للإحاطة بالموضوع و الأفكار المراد التعبير عنها ،وتقديمها بشكلها الأقرب لما يجول في خاطر الشاعر ،وبذلك يكون المنهج الأسلوبي قادراً أكثر من غيره في التعامل مع نصوص كهذه إذ يكشف عن مكنونات وخفايا قد لا تبلغ إلا بوساطة الأسلوبية.
وهكذا يبدو النص الأدبي بفضل الأسلوبية صورة مشرقة متكاملة، يحدد أهم الملامح التي يبني الشاعر معانيه وفقها.















المصادر والمراجع:


- شرح ديوان إبراهيم ناجي،دار الفكر العربي،بيروت ،ص70،ط1،2001
- أصداء دراسات أدبية نقدية،د.عناد غزوان.
- في النقد والنقد الألسني ،د. إبراهيم خليل
- مدخل إلى علم الأسلوب،د. شكري محمد عياد، دار العلوم للطباعة والنشر،الرياض ،1982
- الأسلوبية ونظرية النص،د.إبراهيم خليل.


No comments:

Post a Comment